حقيقة صماء | البارت الثامن عشر.

نزلت اليس باستغرابٍ من أمرها بعدما استغرقت عشرُ دقائق في حين مجيئها . لتأتِ لنحو الحديقة وتجد الاستاذ وائل يمكث منتظرَا.

الاستاذ وائل بابتسامة : اجلسي.

اليس بابتسامتها : مالامر؟

الاستاذ وائل مُتنهدَا : سأدخل في صوب الموضوع.

ليُكمل بعد صمت ضئيل : مالذي . . بينك وبين يوسف؟

لتنظر اليس في استغرابٍ من أمرها وتتمتم حائرة : ومالذي بيني وبينه؟

الاستاذ وائل: هل بينكما علاقة غرامية؟ أم أنهُ حب من طرف واحد فحسب؟

اليس : لماذا تسأل أسئلة كهذه؟

الاستاذ وائل : هل سأجد جواب؟

اليس : آسفة! بصفتك من؟

الاستاذ وائل في نبرة مرتفعه : اليس!

حدَقت اليس بنظرتها بصدمةٍ من أمرها بعدما اتسعت عيناها لذلك . ليتفوّه الاستاذ وائل بذلك الحديث مُكملا فوق حديثه.

الاستاذ وائل : لايمكنك فعل ذلك!

لتنهض اليس منفعله : مالذي تقوله؟

الاستاذ وائل : لا يمكنك فعل ذلك! لا تكسري قلبي أكثر!

اليس : استاذ!

الاستاذ وائل بغضب : لا تقولي استاذ ! هل انا في حياتك استاذك فحسب!

اليس : مالذي تحاول الوصول اليه!

الاستاذ وائل : انا . .

اليس متنهده : انت ماذا ؟

الاستاذ وائل ناظرَا لاليس : أحبك! أحبك بصدق! والان. .

توقف الاستاذ وائل عن حديثه لتتسع عينَا اليس في صدمةٍ من أمرها .

لتبتسم في صدمتها : استا..

قطع الاستاذ وائل حديثها بعدما قبض يداهُ عاجزَا عن إيصال تلك المشاعر التي يكنّها في قلبه.

ظلّ يحدق في اليس واليس تنظر في ذات نظرتهُ .

ليتتمتم الاستاذ وائل بعد صمت طال لبضع دقائق : هل . . تُحبيني ايضا؟

أطلقت اليس زفيرَا في بطئ لتصمت عن قوْلها .

فيعاود الاستاذ وائل حديثه : سأنتظر إجابتك. سأنتظرها ! 

ظل الاستاذ وائل مُحدقَا في اليس التي ترمق الارض في نظرتها .

لتعود تجلس على مقعدها . ويعاود الاستاذ وائل ذلك.

لتِجلس الوالده مُنهمكه من عملها على الاريكة .

وتتمتم في حيرتها  : اين اليس؟

نظرتُ يمينَا لأًجب حائرَا أيضا : لا اعلم.

الوالدة : هل خرجت؟

عادل : لا اعلم ايضَا .

الوالدة : بارد! اتسائل عن أختك الان!

عادل : آمي . ان الفيلم على نهايته.

الوالدة : لا فائدة منكِ! أين هي الان؟ من المؤكد بأنها خرجت!

عادل : حسنا حسنا سأذهب لاراها بالجوار!

نهضتُ مصطحبَا لمعطفي الى الخارج.

قاصدَا الذهاب الى حيثُ ما أشارت حيرتي . الانعطاف عن المنزل من كِلتا الجهتين.

سرت سيرَا تتبعه نظراتي يمينَا ويسارَا . لأعود الى حيثُ المنزل متمتمَا في مللي “اهه. هل سأبحث من جهة اليسار ايضا!؟”

أنهيت قوْلي بعدمَا انعطفت لليسار الذي يقذف بِي لنحو الحديقة العامَهُ والمقهى .

لتقف نظراتي على بُعد امتار .فأتمتم حائرَا : ” هل . . هذه اليس؟”

ظليّت واقفَا لحظة حتى ان تقدمت لخطوتان قاصدَا الذهب اليها . لأنظر الى ظهر الشخص الذي يقابلها على الطاولة.

” من هذا؟ هل هو يوسف؟” اصطحبت تلك التساؤلات مَعي . بعدما توقفت في المنتصف لأستمع لذلك الحوار بينهما.

الاستاذ وائل : هل ستُجيبي على ذلك؟

اليس في خيبة من أمرها : استاذ . توقف عن ذلك.

الاستاذ وائل : هل تشعري بي ولو لوهلة؟ هل لكِ ان تخرجي عن حائط ذاتك للحظات؟

تنهدت اليس لترفع عيناها ب بطئ : انا .

الاستاذ وائل :أنتِ ماذا؟

اليس مٌعاودة تنهدها : انا مضطربة . لااستطيع قبولك.

أغمض الاستاذ وائل عيناهُ خائبَا عن قوْل اليس . ليتمتم راجيَا : يمكننا المحاولة مرة أخرى . يمكنني انتظارك يوم يومان اسبوع شه…

قطعت اليس ذلك الحديث الذي يخرج من الاستاذ وائل بكل أسى : استاذ . لا تفعل هذا.

الاستاذ وائل : اليس! انصتي لي!

اليس : استاذ!

الاستاذ وائل : اليس!

نهضت اليس من مقعدها لينهض الاستاذ وائل في ذات الوقت . ويُمسك ب معصمها قبل رحيلها .

ليتتمتم في نبرة عالية : اليس! لا تذهبي!

أنزلت أليس يدهُ من معصمها لتتنهد وتنظر اليه بنظرة تعكس تلك الخيبة التي بداخلها.

ليعاود الاستاذ وائل إمساكهُ بيدها : على الاقل . إشعري بي ولو لمرة.

إبتعلت اليس تلك الغصة التي تطعنُ صدرها . لتُنزل يدَا الاستاذ تارة أخرى.

اليس : كفى . كفى استاذ.

التفتت اليس قاصدة الذهاب ليتقدم الاستاذ وائل لخطوات من خلفها ممسكَا في كتفها.

عادت اليس مُلتفتته تنظر اليه بأسى . ليعاود الاستاذ وائل نظرتهُ .

اليس : استاذ . أخبر..

صمتت اليس عن قوْلها ليسحبهُا الاستاذ وائل نحوْ صدره ويعانقها بكل شدة ويشدّ يداه خلف ظهرها . 

أبعدت اليس من نفسها بكل نفور ليقوّي الاستاذ وائل قبضتهُ اكثر ويغمض عيناهُ راجيَا ان تبقى حيثُ ماهي. 

ليتتمتم في نبرة راجية : : لن أدعكِ تذهبين . إستمعي لدقات قلبي . استمعي اليها على بدافع الانسانية فحسب.

تمتم الاستاذ وائل بذلك بنرة منخفضه لتغمض اليس عينَاها بكل ضجر يعكس تلك الدموع التي تهطل من عينَاها .

فإبتعدتُ اليس والدموع تغشى عينَاها .

اليس بنرة بكاء : توقف عن ذلك . أخبرتك بأنني ارفض ذلك! أرفضه وبشدة!

ألقت اليس تلك الكلمات الاخيرة اليْه لتلتفت الى الوراء بخطوات سريعة وتجري لنحو المنزل والدموع تغشا عيناها.

لينتهي ذلك الحديث . وأكون انا في ذات الاثناء أختبئ خلف عامود الانارة بكل صدمة تعكس ما رأيتهُ الان.

ظل الاستاذ وائل حيثُ مكانة ينظر للارض ودموعه تهطل ببطء . ليقبض يداهُ الى ما أن برزت تلك العروق التي تمتلئ بالمشاعر . للشخص الخاطئ.

تلك المشاعر التي يقذفها الاشخاص خلف ظهورهم دُون رحمة  . تلك المشاعر وحدها من تؤلم ذلك القلب الذي ينبض يسارَا .و يصرخُ في عويل جُرحه.

ليُمسك الاستاذ وائل على قلبه . ويغمض عيناهُ في بطء ويستنشق ذلك الهواء الباردٍ ويعُود بأدراجة لنحو المنزل.

لتعُود تلك الادراج الخائنة . لنحو اليس التي اغلقت الباب من خلفها مُتجاهله كلمات والدتها وقرعها على الباب المُستمر .

لاطلقُ ذلك الزفير وابتعد عن عامود الانارة مُتمتمَا في باطني “هل.. يعقل؟ الاستاذ وائل؟”

قاطعتُ تساؤلاتي . ليقاطع وائل تساؤلات أختهٌ راما التي نظرت اليه بابتسامتها .

راما : لِما تأخرت كثيرا؟ أحضرت بعض الكعك هل تريد؟

تجاهل وائل ذلك الحديث و مرّ مرورَا عابرا لنحو حجرته . لتنظر اليه راما في حيرتها . . “مابه؟ هل كان للتو… -فاتسعت عيناها بذعر- لتُكمل : يبكي!”

نهضت خلفهُ ملاحقه لهُ  وهي ممسكة في بطنها بتأوه. ليلاحق الاستاذ وائل تلك الحقيقة الصماء التي تجوب عقلهُ المزدحم . فيجلس على حد السرير ممسكَا برأسه .

فتحت راما الباب في بطء ليتجاهل ذلك الاستاذ وائل ايضّا . فتغلق ذلك الباب من خلفها . وتعاود الجلوس لجانبهُ .

راما بنبرة منخفضة : لقد . قررت ان أبيتُ هنا بينما ينهي إياد عمهُ.لكن . .ظننتنا سنقضي وقتَا جيدا.

لتُكمل في حيرتها : هل. انت على مايرام؟

صمتت راما عن قوْلها لتصمت تلك الحقيقة المُرّه التي تجوب عقل وائل عن الصُراخ مجدَدا . على الرغم من كوْنها صماء لا تستمع لصراخ قلب وائل الداخليّ.

عاودت راما حيرتها منتظرة لتلك الشفتا التي لا تعاود التحرك : مجددا . هل انت على مايرام؟

أنزل الاستاذ وائل بيداهُ ليصيح بصوتٍ عال : هل يهمك امري لهذا الحد! متى ستتوقفي من التدخل في اموري الشخصية؟ هل سأكون مثيرَا للشفقة في كل مرة؟ تعرجي اليّ في حجرتي متمتمة لي بنصائح قد لا تُميت قلبي؟ -فارتفعت نبرة صوته أكثر- متى سينتهي ذلك! متى!

صمتت راما عن قولها مُتسعه عيناها لحديث وائل الذي يبدي غضبه وصوته المرتفع لتتمتم في بطء : انا . . 

عاود وائل التنهد في حُزنه ليتتمتم في نفس بطء راما : انا آسف.

نفَت راما ذلك بابتسامة لتغمغم في خيبتها : لا. لاداعي لذلك.

إقترب وائل من راما ليمدّ يداه ب بطء ويعانقها والدموع تهطل وينوء ببكائه بخفة . 

لتتسع عينا راما اثر بكاءه وتتمتم في دموعها : اخي . كُف عن ايذاء قلبك.

عاود وائل العويل في بُكائه . ك بكاء الاطفال عند الجوع لتشد راما قبضة عناقهما . 

راما بنبرة بكاء : اخي. كف عن ذلك . هل انت ضعيف لهذا الحد؟ 

ظلّ وائل ينوء في بكائه وتحمرّ وجنتاه إثر البُكاء . ومازال يعانق أختهُ راما . في أسفٍ وخيبه . 

لتتمتم راما : أخي . تحدث.

عاود وائل بُكائه ليتتمتم بعد صمتِهْ : قلبي تحطّم. تحطمّ ياراما. 

ابتلعت راما تلك الغصة التي تنتابها لتتمتم في دموعها : أخي. انت تعُانق اختك الان. انا بجانبك. قلبك الخائن لن أدعه يتحطم ويؤلمك ثانية! سألقنهُ درسَا بالفعل!

فابتعدت ومسحت دموعها ودموع وائل وإبتسمت . 

وائل ببطء : س..تلقنيه درسَا؟ لئلَا يؤلمني تارة أخرى؟

أومأت راما برأسها مُبتسمة : اجل! 

فابتسم وائل بخفة وأنزل رأسهُ.

لتمد يداها راما وتُنهض رأسهُ ببطء . 

راما : أنظر لي. 

وائل : نظرت. 

راما :هل رفضتك؟ 

وائل بخيبة : ا..اجل.

راما : هل. . يؤلمك قلبك لهذا؟

وائل : قلبي أوشك الخروج من مكانه. يؤلمني وكأن وغز سكين غُرس فيه دون رحمة. 

راما : وائل . لا تجعلني أبكي الان! 

وائل : راما . إذهبي وإحضِ ببعض الراحة! 

راما : لن اذهب وأدع صغيري يبكي ك بكاء الاطفال! 

وائل بابتسامة : توقفت عن ذلك بالفعل. توقفت. . 

نظرت راما للساعه بيداها لتنظر الى عقاربها اللتي تُشير الى العاشرة والخمسون دقيقة . لتتمتم في عجلٍ من أمرها . .

راما : انه موعد دوائي ! اهه لقد فاتت خمس دقائق! 

نهض وائل ليُنهض اختهُ راما ممسكَا بيدها ويتتمتم مٌبتسما : ب بطء. اخشى على إبنتكِ. 

فتعاود راما بابتسامتها : اوه . إبنتي محظوظة بخالٍ كأنت.

وائل ممسكَا في وجنتاه : اجل . محظوظة بوسيم تنظر اليه في كل يوم. 

راما ضاحكة : حسنَا . سأذهب الان. 

ذهبت راما بخطواتها البطيئه ممسكه بظهرها ب بطء. لتسكب في بطن يداها تلك الحبوب وتعاود ابتلاعها بسرعه وترتشف الماء بعدها.

لتنظر لتلك السماء من النافذة . موقنة بخيبتها لوائل . لتضع الدواء جانبَا وتتمتم لوحدها “لم أسدي لهُ أي حل . لماذا انا هكذا . . لكنني.. -فاغلقت الدرج- لكنني جدَا حائرة .  لا أجد لهُ أيُ حل . هل . . سأقول له بأن ينساها؟-فاغلقت اضواء المطبخ- لكن . سيؤلمه ذلك أكثر!”

صمتت راما عن كلماتها وتنهدت. لينظر وائل الى الارض وينصت لكلماتها خلف الحائط نازلا من السلم قاصدا الخروج للخارج . ليتمتم في خيبته :” ايضا انا لا اجد أيُ حل . لا تلومي نفسكِ يا أختي!”.

لتنتهي ضجة بكاء وائل وتعود تلك الضجة ماقبل النوم  تُجوب مجموعة اليس برفقة زميلاتها . لتأتِ ريم في حماسها وفرحة تطغو مُحياها.

ريم : يا … رفاق!!!!! 

ماريا : ماذا؟

امنية : مابك؟ 

اليس : اشعر بأنكِ حماسية لهذا . مابك؟

ميادة  : ريم . تحدثي!!! 

مايا : من المؤكد بأن ريم تفتعل ذلك مثل كل مرة .

فيء : لا يمكن ان يحصل ذلك!

سما : هه ريم. تحدثي أريد النوم!

ريم : إصمتا !

فيء : حسنا ! تحدثي اولا! 

ريم : حصلتٌ … حصلتُ .. حصلتُ!!!

الجميع : ماذا !!!! 

ريم : على الحساب الشخصيَ للاستاذ وائل ! 

مايا : حقا؟ أيعني بأننا سنتابع تدويناته؟ 

اليس : فقط؟

ماريا : وااااهه ريم . هل سنعرف ما إن كان حزينَا ام سعيدَا؟ 

سما : أعتبرهٌ شيء من التنصت. 

فيء : اهه سما . كفُ عن ذلك!.

اليس: امي تطلب مني النوم . لهذا . . سأخرج الان.

صمتت اليس عن ذلك . لترى صديقاتها يتبادلون الحساب الشخصيّ للاستاذ وائل . 

إبتلعت ذلك الالم لتتذكر ماحصل قبل ساعه : 

“-اليس متنهده : انت ماذا ؟

-الاستاذ وائل ناظرَا لاليس : أحبك! أحبك بصدق! والان.

-الاستاذ وائل : لا يمكنك فعل ذلك! لا تكسري قلبي أكثر!

-الاستاذ وائل : هل تشعري بي ولو لوهلة؟ هل لكِ ان تخرجي عن حائط ذاتك للحظات؟”

فيء : انظروا الان . ان صورته الشخصية جميلة! 

ماريا : أنظري الى حالتهُ . 

ريم : “شخص بريء . مظلوم بالحياة”.

مايا : اه لطيف لطيف لطيف! 

سما : مغفلات . اليس هل ذهبتي للنوم؟ 

ريم : لا . على الارجح بأنها تنظر لحساب الاستاذ وائل فحسب!

سما : من قال ذلك؟ اليس لا تهمها تلك الامور التي تُثير اعجابكما . وانا مثلها تمامَا.

ميادة : لانكما مثيرتان للشفقة . 

امنية : واه يارفاق انظرا . ان اخر تدوينة لهُ قبل ساعتان.

فيء : “سأذهب الان . آمل ألا تقذف بي بعيدَا” 

لتُكمل فيء : واهه لطيف . من يستطيع الاقذاف بشخص جميل كهذا؟ 

ريم : تعيسة الحظ . او فقيرة المال. 

الجميع أطلق ضحكة . 

لتطلق اليس تلك الدمعة وهي تنظر لمحادثة زميلاتها .

ليطلق الاستاذ وائل بذات دمعته . ممسكَا في هاتفه ويكتُب ببطء : ” لقد . كُسِر قلبي . ظننتني سأكُن الشخص السعيد لهذا اليوم . لكن بلمح البصر تحطم قلبي . تحطم تمامَا”

لينظر الى الهاتف . ويضغط “ارسال” ويغمض عيناه مانعَا تلك الدموع التي ترتقب الهطُول. 

لتثير ريم ضجة مجددا : لقد . . لقد حدث للتو! 

ذهب كلً منهما نحو المُتصفح . ليراقبَا مالذي دوّنه الاستاذ وائل مُجددا . ليعٌودا في خيبتهما .

أمسكت اليس بالهاتف . لترى تلك الرسائل التي تجوب صديقاتها مجددا . 

ريم : لقد كُسِر قلبه؟

ماريا : وتحطم ايضَا؟

امنية : من يجرؤ على ذلك؟

سما : مابكما؟ 

ميادة : سما أنظري لاخر تدوينة . انها قبل دقيقة فحسب. 

ضغطت اليس على ذلك الرابط الذي بعثتهُ ميادة ببطء . لتنظر لتلك التدوينة التي كُتِبت منذ دقائق . 

وائل : لقد . كُسِر قلبي . ظننتني سأكُن الشخص السعيد لهذا اليوم . لكن بلمح البصر  تحطم قلبي . تحطم تمامَا

اغمضت عيناها تنوء دمعَا لتُلقي الهاتف يمينَا وتتنهد في بكائها لتتمتم في خيبتها :” لماذا حطمت قلبه لهذا الحد؟ لماذا انا شخص سيء!!!”

أنهت اليس تلك الدموع من عيناها . لتبكي مجددَا . ويخون الباب بكاؤها فأسمعهُ عند مروري لنحو غرفتي . 

فأتمتم في حيرتي :” اليس؟ هل . . تبكي؟”

صمتت عن قولي لأسترق في سمعي وأسمع عويلاَ يشد كلما اقتربتُ اكثر.

لـألامس مقبض الباب وأتنازل عن ذلك . وأدعها وحيدة تصمتُ عن ذلك البكاء وتكنُ قوية . تستطيع مواجهة حديثي اليها في حين هدوئها. 

وأمسك هاتفي بعدما تمددت على سريري . وأسترق النظر نحو الرسائل النصية. فتصل رسالة في الوقت ذاته من رقم تجهلهُ معرفتي. 

:عادل . 

عادل : نعم؟

: انا الاستاذ براء.

عادل : اوه حقا. مرحبَا. إمهلني دقائق سأسجل الرقم. 

مضت دقائق لأسجل الرقم في حيرةٍ من أمري. ليتمتم الاستاذ ببطء وتراجع. .

الاستاذ براء : انا شخص لست كما تظنهُ انت.

عادل : ؟ 

الاستاذ براء : أردتُ قول ذلك . قبل ان اغط بالنوم فحسب. لا تُجب عن ذلك. مُرّ من عنده مرور كرام. 

صمت الاستاذ عن قوله. لأصمت مستغربَا في حديثه. 

وأتمتم للكتاب الذي يعلوا سريري . . “مابه للتو؟ “

أغلقت الاضاءة صفراء اللون ممُسكَا في مفتاحها.

لتُمسك سما مقبض الباب التي ترسم بابتسامتها على ثغرها بسعادة تغمر قلبها.

ايميليا : هه تبدين سعيدة؟

سما : اجل لماذا؟

ايميليا : لا شيء . 

سما بابتسامتها : سأغط بالنوم. 

ايميليا بسخرية : كأنني احتاج إخبارِك لي بهذا؟

سما : مغفلة.

عادت ايميليا تنظر الى حاسوبها الشخصيّ لتنظر الى الرسائل الخاصة على حِده.

فتصلها رسالة بالوقت ذاته.

حازم  : كُفِ عن ذلك! الا تفقدين ماء وجهك؟

ايميليا : اووه مالذي فعلته الان؟ عالم مفترِي!

حازم  : أحذرك! لايمكنك أغواء صديقتي وجعلها تشك بأمري! لهذا كُفِ عن فعل ذلك! تبدين منبوذه بالفعل.

ايميليا : حسنا . اسفة صغيري.

حازم : هه اسفة؟ لا اتسائل عن اعتذارك الان. أخبرك بأنكِ تبدين مُضحكة وأنتِ تحاولين الايقاع بين شخصين.

ايميليا : سيكُن من الجيد لو أوقعت بينكما . لكنكما لا تهمّاني بقدر مايهمني شخصان في عقلي يجوبان ولا يخرجان فعلاَ -تقصد عادل و ورد-.

حازم : اولئك الذي بعقلكِ . يروْنك مضحكة تمامَا كما اراكِ . لهذا . . كوني ذات اخلاق ولو للقليل.

ايميليا : تتحدث عن الاخلاقيات الان؟ ليس وكأنك تتشاجر؟ 

حازم : هه ! لا اتشاجر معكِ الان ل أحاول ألاّ اجعلك مُثيرة للشفقة لهذا. هذه اخر كلماتي إليك. أحذركِ بالفعل.

خرج حازم خارجَا من المحادثه الفورىة لتتمتم ايميليا بضحكتها :” هه مالذي فعله للتو ؟ يهددني؟ “

لتنصت سما تحت غطاءها لحديث ايميليا وتتمتم في ذهنها :”مجددا . تعلقُ بين شخصان! غريبة اطوار مغفلة بالفعل!”

عادت تلك الاحداث الى يوسف الذي ينظر الى هاتفة بابتسامتة ويتنصت عن وجود اليس أم لا. 

ليجدها قبل خمسُ دقائق مُتواجدة . فيكتُب بابتسامة . 

يوسف : “قبل الثانية عشر ليلاَ . أٌحبك.”

كتب ذلك بابتسامة تسرّ خاطرهُ . حالما صعد الى الاعلى من المحُادثة يُعيد قرائة تلك الرسائل التي مرّ على وجودها أيامُ ليست بالبعيدة.

-يوسف : اليس.

اليس : ها؟

يوسف: أٌحبك! 

اليس : انا.. ايضا.

يوسف : حقا؟ 

اليس : هل أكذب؟ ام أتصنع بأنهُ كذبَا؟

يوسف : لا تتصنعي ولا تكذبي. لا تعلمي كم انا سعيد لهذا.

اليس : حقا؟ جيد. إذَا يوسف. . 

يوسف : ماذا؟

اليس : لاشيء . فقط أُحبك-

إبتسم يوسف وهو يقرئ تلك الحروف .ليخبئ نفسهُ تحت الغطاء ويغلق ذلك الضوء الذي ينبعث من مصباحٍ اصفر اللون.

ليحين موعد الحادية عشر والنصف . ذلك الموعد الذي تتبعه كلا من جودي وعماد . 

سارت جودي لنحو ذلك المقهى مصطحبة لحقيبتها وهي ترتدي معطفَا ورديّ اللون . وفي ذهنها تنبيهاتُ عماد إليها .

-قبل ثلاث ساعات-. . 

“عماد : عند الحادية والنصف . ستذهبين نحو المقهى الذي يقطع المطار بشارعان . وقتها سأكُن بالجهة المقابلة . وأحضى بمقابلتك . 

عماد : وبعدما سنعرج نحو المطار عند الثانية والنصف . ولن يكون علينا سوى الانتظار الى الخامسة والنصف وقت اقلاع الطائرة. 

عماد مٌتنهدا : فهمتِ؟ هيا إذهبي”

جلست جودي ترتقب بنظراتها عماد الذي بدى بإختفائه عنها . لتُشير الى النادل وتطلب تلك القهوة المٌرّه . ك مرارة كوْب ياسمين الحار بين يديها.

ياسمين : جودي وعماد . كلاهما ليسا هُنا؟ 

الوالد وهو ينظر لنحو الهاتف : اجل.

فؤاد -زوج ياسمين- : لماذ تسألين الان؟

ياسمين في نظرة نحو الكوْب : لا شيء.

ظلت ياسمين صامتة عن قوْلها وهي تغوص بين شكوكها حوْل عماد وجودي . 

ليُكون في ذهنها حديثٌ في مُختلف الساعات والايام . قد يكون خيطَا يصلها بين الظنون نحو أخويها. 

-قبل اربع ايام . 

ياسمين بطرقة على الباب : مابكما تتساسران وحدكما؟ 

-قبل خمسُ ايام .

ياسمين : سنذهب لأمي . 

جودي بصدمةٍ من امرها . ال..اليوم؟

-قبل يوْم . 

صمت عماد عن قوْله وشهق في نفسِه شهقة بسيطة . ليجد ياسمين بينهما  تنظر اليهما بنظرات تحمل شكوك حول أمرهما. 

ليعاود عماد حديثهُ مرتكبَا بابتسامة  : ماذا..تريدي؟

خرجت ياسمين الى الخارج . لتنصت اسماعها نحو عماد . 

عماد : كدنا نُكشف!.”

عادت ياسمين الى واقعها بعد أن اغمضت عيناها بضجر مٌتمتمة : ماهذا !! انا لا اصل لأي خيط الان! 

لينظر اليها فؤاد في عجب : مابك؟ 

فتعود ياسمين بنظراتها نحو والدها : ابي! انا لا ارتاح لأمرهما! 

الوالد في نبرة حادة تعكس وضوحه : أمرُ من؟ 

ياسمين ناهضة : امر جودي وعماد! هناك سرٍ يخفيانه منذ اسبوع ونصف! سأذهب للحاق بعماد ذلك سيكون جيدَا !

فؤاد ناهضَا : لا . فقط إجلسي . مازالت إبنتنا تنمُو ببطء . فأكمل مُبتسما : سأذهب انا حسنا؟

جلس فؤاد بقرب ياسمين التي تخرج زفيرَا يعكس توترها . فنهض مُجددَا قاصدَا الخروج وفي ذهنه اين يجب ان يذهب الان.

ليُنهِض عماد هاتفه المُستلقِ في جيبه بعدما اجرت جودي مكالمة هاتفية اليه.

جودي : عماد ! أين أنت؟

عماد : عائد الى المنزل.

جودي : ها؟ مالذي تقوله الان؟

عماد : لقد أسقطت محفظة نقودي للتو . ليست بالسيارة ولاشك بأنها بالحديقة .

ليصمت ويوقف السيارة : لقد وصلت وداعَا.

أمسك عماد بباب سيارته ونزل ب بطء.

تماما كما أمسك فؤاد بمقبض باب القصر ونظر من قبل ان يفتح الباب كاملاَ يمينَا .

ليجد عماد يبحثُ بنظراته بالارض.

تراجع فؤاد لئلا يُحدث ضجة تجعل عماد يفرّ هربَا . فأخذ يتبعهُ بنظراته الى ما أن امسك بمحفطتة وذهب لنحو سيارته.

خرج فؤاد مُسرعَا و صعد بسيارته و أخفت ذلك الضوء الذي يُعكس نحو عماد . ليُحرك عماد سيارته ويُحرك فؤاد سيارتهُ ايضا.

فيُجاريه ويلاحقهُ دون علم عماد بالموضوع.

وصل كُلاَ من عماد و فؤاد لذات المكان الذي يعلمه عماد ويجهلهُ فؤاد حائرَا. 

ليتمتم فؤاد في تلك الحيرة :” ال…مطار؟ مالذي يفعله عماد؟”

تتبع فؤاد عماد في نظرته . ليجده يبتسم لجُودي وتنهض جودي من الطاولة مُمدّده يداها بابتسامة . 

ليراهم يتبادلون الحديث بابتسامةٍ تعلوا ثغرهم. 

ليتتمتم نازلاَ من السيارة:” وجودي ايضا؟ مالذي يحصل؟ هه؟”

عاد كلُا من عماد وجودي لنحو السيارة . 

ليٌذعر فؤاد ويخفي بنفسه الى السيارة . ليتبعهم ب بطء ويرى عماد يقطع شارعان ويتوقف الى المطار.

عاد فؤاد بتساؤلاته . ونزل ب بطء يتبع عماد وجودي بنظراتهُ . ليٌوقف احدهما من المارّة .

فؤاد : عفوا؟ هل أنت من الرٌكاب؟ 

: اجل . هل اساعدك في شيءٍ ما؟ 

فؤاد : كم رحلة اليوم؟ 

: رحلة واحدة . الى فرنسا. 

فؤاد مُتسعه عيناه : الى فرنسا؟ 

: اجل . هل هناك شيء آخر؟

فؤاد بابتسامة هاربة : لا . شكرا لك. 

ذهب الرجل ليقف فؤاد في مكانة ينظر باستغرابٍ لنحو الامر . فيتذكر حديث ياسمين قبل ان يرحل نحو عماد. 

“ياسمين : اظن ان يوسف حوْل هذا الامر.

فؤاد : يوسف؟ 

ياسمين : اجل. و حدسي قد يبدُو واضح”

ركض فؤاد نحو المطار ليجد جودي وعماد يسيرون ب خطواتهم السريعة . 

تمتمت جودي بابتسامتها : هل هُنا متاجر تبيع بعض الهدايا؟ 

عماد : لا اعلم. 

أخذت جودي تلتفت يمينَا ويسَارا ثم خلفَا باحثة عن أحدها . لتتسع عيناها وتتوقف عن السير لوهلة . 

فتصرخ ناظرة الى عماد : إنهُ .. أنهُ فؤاد. 

نظر عماد بذعُرٍ الى الوراء ليجد فؤاد يركُض خلفهما بأمتارٍ ضئيلة . ليسحب جودي من يداها ويهمّ بالركض سريعَا . 

عماد ملتقطا لأنفاسة : لاتنظري الى الوراء! 

نظرت جودي الى الوراء وهي تركض في ذعرٍ من أمرها . 

ليصرخ عماد غاضبَا : لا تنظري! اخبرتك لا تنظري!

ظلت جودي تلتقط انفاسها في تعبٍ يبدو على وجهها . ليشد عماد قبضته على يديها ويسرعُ في خطواته. 

ليصرخ فؤاد راكضَا : توقفَا ! لايمكنكما الذهاب فحسب! 

ظل عماد يجري مصطحبَا جودي بيداهُ ولا يُعير فؤاد أيٌ اهتمام.

لتتعرقل قدمَا جودي ارضَا وتسقط على رُكبتيها. 

سحبها عماد مُسرعَا ليصرخ بصوتٍ عال : انهضي! انهضي جودي! 

ظلت جودي تتأوهّ بنبرة باكية  وتنظر الى رٌكبتيها اللتي إحتكّا بذلك الرصيف وأنزفتا دمَا . 

ليحاول عماد إنهاضها وجودي عاجزة أمام ذلك الالم. 

عماد : جودي! انهٌ يتقرب! انهضي. ساحملك تستطيعي ذلك. 

استمرت جودي ببكائها ليقترب فؤاد شيئَا ف شيء. 

جودي ببكاء : اذهب! الا تتذكر؟إتفقنا إن حصل أي شيء احدانا سيذهب!

عماد ناظرَا لخطوات فؤاد : لايمكن ذلك لايمكن! 

اقترب فؤاد ونهضت جودي ب بطئ فمسح عماد دماء قدماها ب بطئ . ليقترب  فؤاد شيئَا ف شيء .

واكثر فاكثر . . إلى ان وصل اليهما تمامَا.

امسك عماد بيدا جودي قاصدَا سحبها ليجري فؤاد ويُمسك بمعصم جودي بكل قوة.

فيصرخ فؤاد : ابتعد! 

أمسك فؤاد بجودي من رقبتها بمرفقه. ليشتعل غضب عماد على بُعد منهما لأمتارٍ ضئيلة . 

ليصرخ عماد : دعها! -فيزيد من صرخته- دعها الان!!

اخذ الجميع ينظر اليهما بنظرة استغراب ويتوقفون عن سيرهم . مُنصتين لذلك الصراخ و فؤاد الذي يشدّ بمرفقه على رقبة جودي اللتي لا تشئ التنفس. 

لتتمتم جودي ببطء : دع..دعني الان.

نظر فؤاد لِما بينه وبين عماد أربعُ خطوات تقريبَا ليعاود صراخة : عُد معي ! وإلا.. سأعُود بجودي اولا! 

ضحك عماد بضحكة سخرية ليصرخ في وجه فؤاد : بصفتك من؟ زوج أختها؟ 

اغمض فؤاد عيناهٌ ب تضجر ليعاود حديثه مع هطول قطرات العرق على جبينه : مالذي تقصده الان؟ 

ليعاود عماد ضحكته : زوج اختها الذي خانها وعاد اليها ماكثَا على ركبتيه؟ زوج اختها الذي أنهى اعجابه الوقح في نساءٌُ اخريات؟ أي زوج تكون أنت؟

عاود فؤاد صراخة ناظرَا لاولئك المارة المُنصتين : ماذا تقول انت؟ مالذي تحاول الوصول اليه الان؟ 

فعاود بصرخته : الن تٌجيب؟ 

نظر عماد الى ما خلف فؤاد . مُتعجبَا في حضوره بعدما اتسعت عيناهُ لذلك الشخص. . ليُكن حسام صديقهُ .

أماء (حُسام) برأسهٌ الى عماد . وأومئ عماد رأسه وبداخلة ألف بهجة تنبع لصديقة. 

ليٌكمل فؤاد بصراخة : عُد معي! والدك يشتعل غضبَا ! الا تفهم؟ 

تقدم (حسام) من خلف فؤاد ب خطوات . ليضُربه على رقبته فيسقط فؤاد مٌتأوهَا على الارض. 

أُطلق سراح جودي لتجري وهي تلتقط نفسها وممسكة برقبتها التي تزيد إحمرارَا. 

ليُمسك بيداها عماد ويجري لنحو المطار. تمامَا كما جرى حٌسام نحو جهة اليسار راكضَا بأقصى سُرعته . لتنعطف سيارة الحُرّاس لمنعطف اليمين قاصدة المطار بكل سرعتها. 

لينهض فؤاد ممسكَا برقبته ويتأوه ب بطء “من لكمني للتو؟ -فيصرخ- من الذي فعل ذلك؟ ماهذا الحظ السيء “

فيضرب الاض بقدمة صارخَا :” لقد فقدتهم للتو! فقدتهم! 

عاد الجميع لسيرهم وبقي فؤاد ممسكَا برقبته لتأتِ سيارة الحُراس وينزل كلاهم نحو فؤاد.

ليصرخ في وجههم  فور وقوفهم : الان تأتون؟ الان؟ -ويزيد من صرخته- لقد هربَا ! هربا بالفعل!

أخذ كُلا منهما ينظران بأسفٍ نحو الارض الى ما ان تحدث أحدهم. 

الحارس : نحن آسفون. الدوريات لقد كانت مُتشدده. لهذا لم يحالفنا الوقت بأخذ راحتنا بالقيادة.

فؤاد : خذوني الى المنزل الان!

ليٌكمل الحارس : الن نلحق بهما؟ 

فؤاد : الا تفهم؟  أيجب عليّ اعادة كلامي؟

القى الحارس بنظراته اسفلاَ . وصعد نحو السيارة ولحقهُ حارسان وفؤاد  ظلّ ممسكَا في رقبته بضجرٍ ويستعد انفاسة.

وصل منهمكَا ودخل ببطء لتنظر اليه ياسمين مٌتعجبه بامرها وتتقدم بخطوات ممسكة به .

ياسمين : مالذي حصل؟ مابك؟ 

فؤاد : اوه عمي! لقد هربا بالفعل!

ياسمين بصدمة : إذَا ! كان حدسي صحيح بالفعل؟ صحيح؟

فؤاد : عمي . مالعمل الان؟ لقد لحقت بهما! وأمسكتُ بجودي! وعماد قارب على الانهزام والانقياد لذلك. لكن . .-فأخذ يستعيد بأنفاسة- لكن شخص ما ضربني من الخلف وسقطت ارضَا وهربا. 

الوالد : حسنا بسيطة. 

ياسمين بغضب : ابي! اين البساطة بالموضوع؟ ابي هل انت على مايرام؟ هل حرارتك بارتفاع؟ 

فرفع الوالد هاتفة يُجري مٌكالمة : سينتهي كل شيء عند السادسة صباحَا.

أنهى الوالد كلماته تلكِ بارتياحية تجعل ياسمين تجلس غضبَا وتشتعل حرارةَ لغضبها . ليصل كلاَ من جودي وعمادوينظران لخلفهما .

جودي : هل هناك احدٍ ما؟

عماد مُتجهَا يمينا : يبدو ان هناك مكان أكثر امانَا.

جودي وهي تنظر الى الساعه : انها تُقارب على الثانية صباحَا.

عماد : اجل . تقريبَا تبقى اربع ساعات على الرحلة.

جلس كٌلا من عماد وجوي على كُرسي بقرب غرف العمالة والقى بأعينهما نعاسَا يغشيهما. 

لتنهض جودي بعد ثلاثُ ساعات تنظر الى الركاب الذي يتوجهون نحو الطائرة.

جودي وهي تهزّ يدا عماد : عماد.

عماد : اوه ماذا؟

جودي : انها الخامسة. 

عماد باعينُ متسعه : حقا؟؟

جودي : اجل . لنذهب دورة المياه. 

ذهب كٌلا منهمَا الى دورة المياه ولَطشا وجهيهما بالماء الدافئ . وإتجها يرشفا بعض القهوة الفرنسية.

لتُنصت أسماعهم اخيرَا .. “على الركاب الُتجهون نحو فرنسا رحلة 893 التوجّه نحو الطائرة “.

إستعاد عماد شهيقَا وأخرجهٌ زفيرَا ليتمتم في ابتسامته : اخيرا! 

لتعاود جودي الضحك : ذلك الحلم الذي طال. 

اتجه كُلا منهما نحو الطائرة وتتبعهما تلك الابتسامة التي تعلوا ثغورهم . توقفَا و وضعا تلك الحقائب التي بحوزتهم . 

الى ما ان تبقى على الصعود سوى القليل. ليقف كلا منهما خلف ذلك الصف ويُسلمون التذاكر.

لينتهي ذلك الصف بتكدس الجميع نحو الطائرة ويحين دور عماد وخلفهُ جودي.

الموظف ناظرا الى الاوراق ويقلب بها  : عماد قاسم؟ و .. جودي قاسم؟

عماد بإماءه من رأسه : اجل. 

نظر الموظف الاول نحو الموظف الثانِ  بنظرة استغراب تعكس حيرته.

ليقترب يهمس بإذنهُ . . “انهما ابنا قاسم. صاحب اشهر شركة هُنا . لقد وصلنا للتو بلاغ بألا يصعدوا على متن تلك الطائره “

_______________________________________

أنتـهى البـارت . 

ماراح اقول تعليقات لانكم ماتعلقوا اساسَا.

+اسفة على الاخراج زي كل مرة. 

بواسطة غيداء محمد.

3 تعليقات على “حقيقة صماء | البارت الثامن عشر.

  1. البارت؟ عجز الوصف عن وصفه ): ♡.
    جدياً الأحداث والأسلوب والتنسيق والإخراج ودقة الوصف يتنافسون مين أفضل من الثاني ):♡.
    أنا ممتنه لوجود كاتبه مثلك تكتب رواية جميلة بحقيقة صماء ): ♡.
    بأرجع أتكلم عن الأحداث .
    وائل ؟ ككككلللززقق ووشش تعترف لها كذا ماراح تقبل لا 😭😭😭💔.
    غبي في أحد يعترف فجأة ويخليها مضطربة و بإحتمالية الرفض):؟
    وبعدين هو يؤذي قلبه هو يتسبب بنفسه ع ذا الشيء ):.
    أخته راما مثال ع الكتف الثالث والاخت اللطيفة ): بليز واحد راما تصير اختي ):♡♡♡.
    عادل ليش بارد مع أليس ): لا تتركها وحدها !!!!): 💔.
    أنا زعلانه كمان لأن ورد مو بالبارت تمنيت يصير مومنت بينها وبين عادل 😳💔.
    بس تعوضيها بالبارتز الجاي أكيد 😄💓.
    يوسف وسما ع الأقل إسئلوا عن أليس إهتموا شوي طيب ): 💔. جدياً أليس وحيده وحده لا تحسد عليها 💔.
    بس أهم شيء نفسية يوسف تحسنت من بعد الصدمة 💓😔. ملاحظة فرحته مرتبطة بأليس 💓😔.
    طيب اسعدها ولا تتركها.
    اهم شيء سما وأليس رجعوا صحبات وسما تدافع عن أليس 😔💓.
    إلا ايميليا ما تابت؟ شغلها الشاغل بكل ذي الحياة تفرق الثنائيات؟ قلت المشاغل ؟ (:
    مريضة وش ذا !!!.
    حازم برد حرتي فيها والمشكلة ماا تتتححححسسس كككلللبببهه !!!💔.
    حق من ذبحها هاتوا الساطور -تحمست 💔-.
    يعني لو تدور لها شغله غير تفريق الخلق مو اريح وانفع؟💔.
    الله لا يشغلنا الا بطاعته من جد مريضة 🌚💔.
    قلبي يتقطع كل ما تذكرت اللي سوته بعادل وورد و سما وأليس و لا وتهديدها بقصي اعععع 💔!.
    وقلبي يتقطع زياده عند عماد وجودي 😔💔.
    خلوهم براحتهم لييششش تتخخخررربببوووننن 😫😭😭💔.
    ياسمين لو ما تكلمت كان مشت امورهم لكنها كلبه 😫😭💔.
    فؤاد 💔. مدري يحسب نفسه أيش وهو يسوي كذا فيهم 😐💔.
    ظهور حسام كان ف وقته و جداً مسعف لحالهم ♡.
    رحمت جودي وهي تركض عشان يهربوا ليوسف 😔💔.
    بس ابوها بكل سهوله قال بسيطة ؟ بسيطة ايشش؟ للللاا يكون بيخرب عليهم كمان ؟😫😫😭😭😭💔.
    يارب لا يارب لا يارب لا يارب لا يارب لا 😭😭😭😭💔.
    لو صدق يمنعونهم بتصيبني جلطة خخيير ما يخلوا الاخوان يرجعوا لبعضض !!!.
    عماد وجودي هم عائلة يوسف الحقيقية ✋💓.
    كل بارت تختميه بحقيقة صماء ما تكتمل الا بالجاي 😳💔.
    وأنا مدري أيش يصبرني 😳💔. أصلاً ما عندي صبر 😳💔.
    استعجلي بليز بالكتابة 😳💔. أعلق لك عن عشرة بس نزلب 😳💔.
    الحين من جدهم يقرون ولا يعلقون ؟ خير مو منجدهم !!!💔.
    اجل يقرون حقيقة صماء ولا يعلقون؟ روايتك تستاهل 47574526304649767585875 كومنت.
    ومو اي كومنت ): . بس ايش الحل ومحد يكتب ولا يفهم (:؟!
    استمري غيداء . ذكرى متيمه بروايتك وبتدعمها للأخير 😔💓.
    موفقة وربي يحفظك 😔💓.

  2. البارت رائع وحماسي بشكل فضيع
    عجزت اعبرررر عن جمالوا ):
    تسلم أناملك.. بإنتظار البارت الجاي

تعليقك دعم لي ♡.