حقيقة صماء | البارت السابع عشر.

الجميع بدأ مضطربَا لذلك . ليبتسم الاستاذ ويعاود حديثه : هل لكم أن تعرفوا بانفسكم؟

تمامَا كما كانت تساؤلات جودي هي نفسها تساؤلات عماد الذي يُمسك بردائه .

جودي : متى سنذهب ليوسف؟

عماد : عند الحادية عشر!

جودي : لكن عماد . . هل من الممكن. .

صمتت جودي عن قولها لتنظر الى عماد الذي ينظر اليها يرتقب حديثها .

وفي ذهنها حديث والدتها بالأمس على مفرديهما .

“الوالدة : إبنتي جودي . هل لكِ مساعدتي في شيءٍ ما؟

جودي بخوف : امي! لا يمكن لذلك ان يحصل! ”

نظر عماد اليها بنظرة استغراب متمتمَا في حيرته : جودي!

التفتت جودي اليه بنصف ابتسامة لتُكمل : لاشيء .

عماد : لاشيء؟

لتقطع جودي ظنون عماد و شكوكه وتتمتم بابتسامتها : مابك؟ هل سنذهب اليوم؟

عماد : جودي!

جودي بخيبة : ماذا؟

عماد : لِما تتصرفي على هذا النحو؟

جودي : سأنهض الى غرفتي. اخبرتك بأنهُ لا شيء بالفعل.

نهضت جودي لينهض عماد ممسكَا ب معصمها قبل رحيلها .

عماد : هل حصل شيء ما؟ هل لكِ ان تتحدثي الان؟

جودي : لم يحصل شيء . انا فقط كان في ذهني حديث أخر وبدوْت مضطربة لهذا.

ترك عماد معصم جودي ب بطئ ليرقب خطواتها السريعه نحو حجرتها.

لتعود تلكِ الخطوات على الجامعة وإنتهاء المًحاضرة.

الاستاذ براء : انتهت المحاضرة الى هنا يمكنكم الخروج .

اطلق الاستاذ براء بابتسامته ليطرأو اليه الطلبه شاكرينهُ

لأغير ابتسامتي ب نظرة تدل على حيرتي وإستغرابي للوضع.

فتنظر اليّ ورد مستغربة : مالذي تُفكر به؟

نظرت الى ورد حائرَا . لاقطع نظرتي بنصف ابتسامة : لاشيء.

ورد : بلى .

فأمسكت ب كتبها مُبتسمة. لتُكمل : دخان الكذب يعلوا فوق رأسك!

فنظرت للاعلى لأجيب ببرود : لاشيء موجود.

لتشيح ورد بنظرتها ب كللٍ وملل : وهل طلبت منك تصديق ذلك؟

عادل : اوه قبل ان تغضبي . اسبقيني لحيث الكافيتريا.

ورد : لن افعل ذلك!

فنظرت ورد يمينَا ويسارا لتُكمل : اوه القاعه فرغت تمامَا.

عادل : هيا إذهبي سأتحدث مع الاستاذ براء ومن ثم سأعرج إليكِ. فنظرتُ بابتسامة : حسنا؟

لتتمتم ورد في خيبتها : حسنَا .

أطلقت ورد زفيرَا ب ملل لتُكمل : انها المرة الاخيرة على الارحج!

ذهبت ورد لأخرج خارج القاعه ناظرَا لليمين واليسار . إذ رأيت الاستاذ براء يُحادث احدهم على بعد أمتارٍ ضئيله .

عرجت اليه قاصدَا الحديث معهُ . وفي ذهني ماحصل قبل يومان بيني وبين المٌعلم السابق .

“الاستاذ وليد مُتنهدا : على كُلٍ . . لا اثق بشخصٍ غيرك.

عادل بنصف ابتسامة : شكرا لك.

الاستاذ وليد : سيكُن اول امتحان ب يوم الثلاثاء . آمل ان اكُون سريعَا وأنجز ذلك.

عادل مُستغربَا : متسرعا؟ لِما؟

الاستاذ وليد وهُو يعيد تنهيدته : لا شيء”.

أطلق الاستاذ براء بإبتسامة ليرى خطواتي تُشير اليه.

ف تسائل مُبتسما : عادل؟

عادل : اوه اجل.

الاستاذ براء : هل هناك شيءٍ ما؟

عادل : فقط . أردتُ الحديث معكِ حول اول امتحان.

الاستاذ براء : اجل لقد علمت ذلك مُسبقَا . ليس للمادة أيُ امتحانات بعد.

عادل : اجل. لقد تحدثت مع الاستاذ وليد قبل يومان. وأشاح بأن الامتحان الاول سيكُن بيوم الثلاثاء. أي: اليوم.

الاستاذ براء وهو يُبدي استغرابة : اليوم؟ لكن . . -فنظر الى هاتفه- لم تصل لي أيُ تنبيهات حول ذلك الامر.

عادل : إن من شروط الجامعة أن يُنهي الاستاذ عمله بوقت دوامه . وما أقصدهُ هو . بأن الاستاذ وليد لن يأتِ بالاسئلة الخاصة به للبته. لان دوامه إنتهى الى هنا بشكل جزئي.

الاستاذ براء : إذَا . ماتقصده هو بأن سأتولى امر الامتحان؟

أمأت برأسي بابتسامة : اجل.

الاستاذ براء : طريقة حديثك . وتفكيرك ككُل تجعلني أشعر بالرهبة.

عادل ضاحكَا : ولِما؟

الاستاذ براء : انت ذكي ياعادل. غدَا نتقابل.

عادل : حسنَا . شكرا لك.

إلتفتت للوراء قاصدَا الذهاب لحيث ما تركتُ ورد بِه لمفردها.

لتكُن ورد تمكث على الاريكة بتململ وتُمسك في كوب القهوة المٌعتاد في كل اخر نهار من يوم الثلاثاء.

لتنظر الى ساعتها بملل مُتمتمه ب بطئ : مابه؟ لمِا لم يأتِ الى الان؟

طبطب الاستاذ براء على كتفاي بإبتسامة . لأنظر اليه بإبتسامتي التي تحمل معروفَا واضحَا.

ليسمع كلانا خطوات جري من الناحية الاخرى . وصراخ طفلة .

ميء -من بعيد- : أبي! ابي.

جرَت مي لنحو الاستاذ براء ممسكه في معطفه وتستعد بأنفاسها . ليأتِ من خلفها السائق وهو يجري كما جرَت الطفلة.

فيلتقط انفاسة ويعاود بإعتذاره الى الاستاذ براء.

الاستاذ براء : لا داعي لذلك.

السائق : اخبرتني بأن اجعلها أن ترى مكان عملك الجديد. لكنها نزلت من السيارة ولم أستطع الامساك بها.

الاستاذ وائل وهو يربت على رأسها بابتسامة : ابنتي الشقيه!

مي بنظرة استغراب : من هذا؟

الاستاذ براء : إنهُ عادل . هل ستتعرفَا؟

مي بدهشة : بكل تأكيد!

مدّت الطفلة مي يدها قاصدَا مُصافحتي .لتنظر إلي بابتسامة فامدّ يداي ايضَا.

مي -بابتسامة- : مرحبَا إسمي مي أبلغ من العمر ستُ سنوات! وانت؟

عادل ضاحكَا : مرحبا بك. إسمي عادل أبلغ من العُمر إثنان وعشرون عامَا!

مي : هل سنصبح اصدقاء؟

عادل : بكل سرور!

مي بخيبة : لكنك تكبرني بالكثير.

عادل -عابسَا لوجهي بطريقة لطيفة- : إذَا مالعمل؟

مي بدهشة : لنصبح أخوين؟

عادل : اخوين؟

مي : اجل الاخوان اصدقاء مهما تفاوت اعمارهم . كما أنني أتمنى ولو أنك أخي . انت شخص لطيف.

عادل بخجل : اوه حسنا!

أطلق الاستاذ براء بضحكته ليعيد السائق بضحكته ذاتها . لتبتسم مي بخفة وتُمسك في رقبتها.

الاستاذ براء : هيا إذهبي.

مي : لا اريد. اريد ان ابقى مع عادل.

الاستاذ براء : ميّ.

مي بخيبة : ابي.

أماء الاستاذ برأسهِ الى السائق ليُمسك بها السائق ويذهب بها بعيدَا لأرافقها لحيثُ السيارة وألوّح بيداي اليها بابتسامة .

لتنظر ورد من نافذة الكافيتريا بإستغراب متمتمة : مابه عادل؟ -فأمسكت برأسها بخيبة- لتٌكمل : اهه. انها طفلة.

لآتي على الفور وتتمتم ورد في مجيئي بملل : مالذي كنت تفعله للتو؟

عادل : ها؟ أودع صديقتي.

ورد ضاحكة : صديقتك طفلة؟

عادل : انها لطيفة جدَا وعفوية .

ورد : هل تُحبها . . أكثر مني؟

عادل بخجل : بالطبع لا.

أمسكتُ برقبتي لتعاود ورد ابتسامتها وتنهض تمدد يداها ب بطئ : اه . اريد الذهاب الان.

مضى قُصي بكلماته تلك بعد أن ترك سما وحيدة بين شٌرفات ذلك المقهى الذي يقطع المدرسة بشارعان.

ليطرق باب منزل عمتهُ -والدة ورد- بخفة مُتمتمَا : عمتي؟

أشارت الوالدة لحيث الباب بنظراتها لتتسائل في استغرابٍ من أمرها : هل هناك طرق؟ يبدو وكأنها ورد.

فتحت الوالدة الباب بإبتسامة لتجد قصي يقف مُبتسمَا

لتتحدث في دهشتها : قصي!

عانق قصي عمتهً ب بطئ مُبتسما وإبعتد ليُكمل :

قصي : اجل . كيف حالك؟

الوالدة : كيف اكون بخير وإبن اخي الوحيد لم يأتِ منذ اسبوعان؟

قصي : آسف . مؤخرَا بدوت منشغلا في أمور الجامعة .

الوالدة : هل تناولت الغداء؟

قصي : اجل.

الوالدة -وهي تفتح الباب اكثر- : هيا قُم بالدخول.

قصي : كُنت أود في رؤيتك ورؤية ورد ايضا .

الوالدة : إن ورد قاربت على الوصول . إنتظرها بالداخل فحسب.

انتهى الامر بدخول قصي الى الداخل لينتهي الامر كذلك بالاستاذ وائل الذي ظل مُتمددَا على سريره ويرمق ذلك السقف الذي يحمل إضاءه صفراء تميل الى العُتمه.

وفي ذهنه حديثٍ اخر. حصل بالليلة الماضية امام مقر الحادثة :

“اليس : مالذي كنت تفعله؟ منذ متى ونحن نتواعد؟ او . منذ متى وانت حبيبُ لي؟

يوسف : منذ الان! لن ادعك تذهبين لمكانٍ كهذا ! ولو تطرأ الامر!”

ليتقلب الى الناحية الاخرى وفي ذهنه شيءُ اخر.

“يوسف : لا تسيء اليها!

عادل : بصفتك من؟

يوسف : بصفتي حبيبُها !”

عاد بانقلابه الى الجهة الاخرى وتنهد ب بطئ مُتمتمَا

“اهه كيف لي أن اقع بحب فتاة في هذا الوقت؟ اشعر بالاختناق!”

امسك برأسه . لتُمسك أختهُ راما ب مقبض الباب وتشير الى الدخول.

راما : مالذي تفعله لوحدك؟

تقدمت راما بخطوات مُبتسمة تجلس على حد السرير مقابله الى الاستاذ وائل . لينهض ويسند نفسهُ شيءَ بسيطَا.

وائل بملل : لاشيء.

راما : كيف تسير أمور تدريسك؟

 وائل : لا شيء ايضَا.

راما ضاحكة : مابك؟

 وائل وهو ينظر اليها : ماذا؟

راما : ترمق الارض كأنك شخص أعمى. فتُكمل في ضحكتها : هل تعلم؟ ابنتي اصبح عمرها اربعة شهور.

 وائل : شخص اعمى؟ شخص اعمى. . شخ. .اوه انها لا تضحك.

راما بسخرية : اردت تلطيف جوك الكئيب!

فنهضت مٌشيره بخطواتها الى مفاتيح الاضاءه : كما أن الاضاءه شبه مُغلقة . لتفتح راما واحدة تتلوها الاخرى ببطئ.

ويغمض الاستاذ وائل عيناهً مضطربَا : اهه راما! اخرجي الان!

راما : أتعلم؟ زوجي يخبرني بأنهُ يحب الاسماء التي تبتدئ بحرف الدال.

وائل : حقا؟ ومالجمال بها؟ الاسماء التي تبتدئ بحرف الالف عادةً تكون لطيفه.

راما : إذن . ماذا تقترح عليّ تسميتها؟

وائل : اوه اختي غدَا ولادتك؟

راما بغضب : لا تسخر مني! اود ترتيب الامور على حده.

 وائل : حسنا آسف.

اشاحت راما بنظراتها الى اخيها وائل الذي عاود نظرته بخيبه لنحو الارض.

راما : لا تبدو جيدَا . اليس كذلك؟

اشاح وائل بنظرته الى راما : ها؟ من قال ذلك؟

لتنظر اليه راما بنظرة ترتقب الجواب : هل . .

أنصت وائل لحديثها مستغربا .

لتُكمل راما : تصرفاتك كشخص عاشق .هل يعقل ذلك؟

اتسعت عينَا وائل ب بطئ تمامَا كما إتسعت عينا ورد لدخولها لغرفة المعيشه فتجد قصي ماكثَا بها.

ورد : اوه قصي!

قصي ناهضَا : إشتقت إليك.

ورد وهي تعانقه : انا ايضَا .

قصي : كيف حالك ؟

ورد : بخير . وماذا عنك؟

قصي : اجل . لابأس بذلك.

ورد : سأصعد للاعلى أبدل ردائي و آتي على الفور. كُن بانتظاري!

قصي ممسكَا بمعصمها : قبل ذلك.

لتلتفت ورد : اوه ماذا؟

قصي : هل لي ان اطلب معروفَا؟

ورد : بالطبع.

جلست ورد مقابله لقصي يرتشفان بعض القهوة . لتُشير عقارب الساعه لحيث الخامسة والنصف ماقبل المساء.

لينظر قصي بنظرة تردد ويهمّ بها مُخبرها بجميع قصة سما وأليس بحذافيرها.

و ينتهي قائلا : احببت سما بصدق. لكن لا اريدها ان تكون حزينة بعد الان. لهذا أتيت اليك.

ورد بخيبة : لم اكن اعلم بأن هناك اشخاص بهذا السوء بالعالم.

قصي مُتنهدَا : عليكِ اخبار عادل بكل هذا. ليُخبر اليس بصفته أخ لها .

فينهض قصي مُبتسمَا : اريد ان ارى سما تبتسم غدا ! حسنا !

فتعاود ورد نهوضها : ومن يمنع ابتسامة سما؟

فضحك قصي و وضع ورقة جانبَا في حوزة ورد .

لتنظر اليه ورد مستغربة .

قصي : انها لأليس . سأذهب الان.

ورد : قصي!

فعاود قصي بخطواته مُلتفتَا : ماذا؟

ورد : إنتبه لنفسك جيدا !

قصي بابتسامة : اجل . وأنتِ ايضَا.

خرج قصي متنهدَا ينظر لتلك السماء التي سيحين غروب شمسها بعد دقائق.

لتنظر ورد الى هاتفها مُشيره لحيث ما أخبرها به قصي.

لتعود تلك الادراج على الاستاذ وائل الذي ظل صامتَا لوهلة يرتقب حديث راما.

راما : هل يعقل ذلك؟ ان تُحب شخصَا اخرا؟ رغم ان جرح دنيا لايزال بقلبك؟

وائل : أيٌ جرح قد يصيب قلبي الان؟

راما مُتنهده : لم أجرب الحب الا مرة واحدة . وكانت تجربة فاشله منذ بدايتها لذلك لا أعلم هل ستبقى تلك الجروح طويلا؟

وائل :  بما أن الجروح تُنزف دمَا . ف قلبي قد نفذت دمائهُ على الارجح.

فتنهد ب بطئ ليُكمل : انها فتاة ذات شعرٌ كستنائيّ اللون .

فنظرت راما مستغربة لتلاقي اجابتها التي كانت ظنونها تفتقر اليها . تلك الاجابة التي لم تتوقعها راما للبته.

ليُكمل وائل بخيبته : فتاة بيضاء ذو وجنتا وردية اللون . تبكي عند الخجل والخوف . تضم ركبتاها وترمق الارض عند الفشل.

فلمعت عيناه ب بطئ ليُكمل : تمسك بأيدي من حولها عند الفزع . تخاف الظلام ولا تريد أن تبقى وحيدة.

راما بنبرة منخفضه : هل تُحبها؟

وائل : بلا شك. أحببتها كثيرَا.

فإبتسم بخيبته ليٌكمل : لكن المجتمع الان ضدي.

راما : ضدك؟

 وائل مبتسمَا بخيبته : انها طالبتي .

إتسعت عينا راما وأبدت في معالمها استغرابٍ يجعلها صامتة لتتمتم في دهشتها : طا..طالبتك؟

أماء وائل برأسه ليُكمل : لاتخافي . لديها حبيب آخر على الارجح.

لتُبدي راما بغضبها : حبيب اخر! وتحبها؟ لا تجرح قلبك وائل!

فإقتربت منهُ لتكمل ماكثة : وائل! لديها حبيب اخر يعني انها لن تبادلك تلك المشاعر والعواطف التي تنبعث من قلبك.

لينظر وائل الى الارض . وتٌكمل راما : لا تلقي بنظراتك ارضَا وتشعر بالاسف . لِما هي من بين جميع الفتيات؟ انها طالبة لديك كما أن لديها حبيبُ اخر وحياة تختصر حياتك. هي لم تجرب كيف يمكن للحبيب ان يرحل. لذلك ستلقي عليك كلمات الرفض دون الشعور بك. دون الشعور بك ولو لوهلة!

أسرّ الاستاذ وائل بنظرته اسفَا فعاد بنظرته الى الارض مُجددَا . لتعاود راما بحديثها وقبل ذلك رنّ هاتفها .

فنظرت اليه لتمدّ بنانها قاصدة اغلاقه.

فيمسك وائل بيداها مُبتسمَا بخيبته : انهُ إياد -زوجها- اذهبي برفقته.

نهضت راما موقنه بخيبتها وفي ذهنها نظرات وائل التي تعاود اسفها . لتذهب بخطواتها ممسكه بمقبض الباب

ويُلقي وائل بجسده مُتنهدَا ومُنهكا فوق السرير. 

تمامَا كما ألقت اليس بمناداتها لوالدتها التي غابت عن عينها جٌزئيَا .

اليس : امي! امي. اين انتِ؟

لتأتِ الوالدة من الحديقة وتنظر الى اليس باستغراب : مابك! لقد أفزعتِني بالفعل.

اليس ضاحكة : آسفة . امي اين حاسوبي الآلي؟

الوالدة : لا اعلم!

اليس وهي تسير خلف والدتها بخيبة : آمي . ارجوكِ اخرجيه نصف ساعه فحسب.

الوالدة : اليس! يكفي الهاتف ! عليكِ ان تنتبهي لدروسك اكثر!

اليس : امي):!

دخلت الوالدة مُغلقة الباب من خلفها لتقف اليس تضرب الارض بقدمها بتذمر وخيبة وتعود بخطواتها تلقي بنفسها على الاريكه وتتنهد

وفي ذهنها حديثٍ بينها وبين ذاتها :”كيف لي ان اعلم بما يدو حول سما الان؟ إنني مهتمه اليها . مهتمة لامرها بالفعل.

فوضعت الوسادة على وجهها وهي تطلق زفيرَا بملل وتٌكمل حديثها الداخليّ : “نسيت كلمة المرور . لهذا لا استطيع تسجيل الدخول من هاتفي . كيف سأعلم إن كانت سما سعيدة ام حزينة؟ اوه ماهذا”.

عادل : اوه ماهذا؟

نظرتُ لهاتفي الذي إمتلئ ب مكالمات ورد وارسالها للرسائل النصية. 

لأُجيب على الرسائل ضاحكَا : مابك؟ مزعجة بالفعل.

ورد : دعنا نتقابل الان .

عادل : إنني مع فتاة الان!

لتصرخ ورد بين والدتها في غرفة المعيشه : ها؟ماذا يقول الان؟

الوالدة وهي تنظر باستغراب : مابك؟ لما تصرخين فجأة؟

عادل ضاحَكا : انظر يوسف . واحد . . إثنان

إتصلت ورد بذات الاثناء لأجيب ضاحكَا بعدما وضعت مُكبر الصوت.

ورد : يا! عادل؟ كيف لك فعل ذلك؟ شخص خائن! من الان انت لست حبيبُ لي أتفهم؟ لكن ليس الان الفراق بعدما ألقنك درسَا لن تنساه!

فاجاب يوسف ضاحكَا : هيي ورد . التقطي نفسك اولاَ! 

صمتت ورد عن كلماتها بعدما أظهرت على وجهها معالم الخجل وأغلقت على الفور مٌتمتمة لوالدتها : امي! لقد سمعني يوسف ايضا!

الوالدة وهي تنظر الى التلفاز : سيخربها بحبه أنظري.

ورد وهي ناهضة بتذمر : امي! انا غبية بالفعل! فضربت جبينها بخيبة وهي تسير نحو غرفتها موقنه خجلها وهي تتمتم “عادل الغبي! سألقنك درسَا بلا شك!”.

أنهت ورد بكلماتها تلك لينتهي الامر بوصول يوسف لحيث مسكنهُ فأودعه بصدقٍ امام منزله.

ذهبت لمنزل ورد لأضرب بالحصا الصغير نافذة غرفة ورد بخفة . 

فتقف ورد بابتسامة وتفتح الستارة ب بطئ وتُنفي برأسها . نزولها اسفلاَ .

فأجبت في نبرة عاليه : حسنا ! سأذهب إذَا .

ففتحت ورد النافذة أكثر : انتظر! انتظر سأنزل!

فعاودت مجيئي ضاحكَا : من السلم ها . اخاف ان تقفزي.

رمقتني ورد بنظرات الملل لتخرج وهي تقفل ازارير المعطف أحمر اللون.

ورد : كيف لك فعل ذلك ها؟ بدوت غبية غبية جدا !

عادل : اوه اسف.

ورد : وهل تكفي كلمة اسف؟ ها؟

عادل : حسنا . هل نشتري بعض الايسكريم؟

ورد بنظرة ملل : لااريد . انا غاضبة منك.سأخبرك بذلك وسأذهب على فوري.

تمتمت ورد بحديثها الذي طال لعشرة دقائق لتُنهيه متمتمه : لذلك اريد ابن خالي قصي أيضا يكون سعيد لسعادة حبيبته.

عادل : ايضا انا اريد ان اكون سعيد لسعادتك.

فنظرت ورد بابتسامة بخجل : حقا؟

فإقتربت لأعانقها : اجل.

فعانقتني ورد مُبتسمة : لكن لا تفعلها مرة اخرى . إنني غبية كفاية لا اريد لذلك ان يتكرر.

فأبعدت ورد ب بطئ ممسكَا بكتفها : لإنني احبك!

هكذا أنتهت تلك الليلة ليبتدئ ذلك الصباح الذي يجمع كلانا على مائدة الفطور من يوم الاربعاء.

نظرت الى اليس التي تقلب في الملعقة بتململ : اليس؟

لتنظر اليس اليّ : ها؟

عادل : مابك؟

فتعود اليس بنظراتها حيثُ الإناء : لاشيء .

عادل : وهل لي أن اجعل من اللا شيء شيئَا؟

فنظرت اليس بدهشة : وكيف؟

عادل : ماذا عن صديقتك سما؟

تنهدت اليس ب بطئ لتعود تسرّ في نفسها تلك الخيبة وتلقي بنظراتها على الاناء ذاته : اشتاق اليها فحسب.

عادل : وهل لي أن اخبرك بشيءٍ ما؟ ومن بعدهُ ستذهبين لحيث مدرستك وتعانقين سما؟

لتنظر اليس بدهشتها : هل يمكن لذلك ان يحصل! لكن . . فعادت بنظرتها تلك الخيبة التي لم تفارقها ولو لمرة.

أخذت اغمغم لأليس بما أخبرتني إياهُ ورد بحذافيره . منهيه كالعادة بسؤالٍ يغطي تلك الشكوك : والان . ما رأيك بذلك؟

لتلمع عينَا اليس وتهطل تلك الدموع المُحتبسه لمدة طويلة .

مددت إليها تلك الورقة التي وضعتها ورد في جيبي أثناء العناق . فنظرت اليس لحيثُ الورقة  مُتعجبه. 

” والان! هل عدتُما صديقتان جيدتان؟ صداقة جديدة جميلة! . . قصي”.

عاودت اليس بنظرتها تبدي استغرابَا حول قصي لأقاطع استغرابها.

عادل : انه قصي . إبن خال ورد. يصبح ايضَا صديقَا مقربا لسما.

فمسحت اليس دموعها بخيبتها : شكرا لك! شكرا عادل.

تقدمت للقليل لتعانقني بكل قوة وتبتعد مبتسمة : سأذهب الى المدرسة!

تمامَا كما كانت تلك الشكوك تغطي ذهن جودي في حديث والدتها لـيقطع تفكيرها اتصال والدتها المٌفاجئ .

الوالدة : ابنتي اشتقت اليكِ.

جودي : و انا ايضا.

الوالدة : هل أنتِ بالمدرسة؟

جودي : لا . لقد تغيبت.

الوالدة :ولِما؟

جودي : لا شيء .فقط اشعر بالارهاق.

الوالدة : إذَا . هل وافقتي على ما طلبتهٌ؟

جودي بملل : لا .

الوالدة :جودي!

جودي بنبرة مرتفعه : امي! كيف لك ان تطلبي مني مستندات مهمة تخص الشركة؟

الوالدة : أخبرتك بأنني سأصل الى يوسف بها ! وسأحاول جاهده كشف مقرّ والداه والتتبع لأمرهما!

جودي: تشعرين بالاسف الان؟امي . كفى رجاءَ.

الوالدة : ظننت منكِ مساعدتي في هذا .

صمتت جودي عن قولها رغمَا بأنها تعلم بمكان يوسف في هذا الوقت . لتُغير حديثها لحديثٍ آخر. وتقلب الهاتف لأذنها الاخرى. 

جودي : ومالشأن بين المستندات و مقر يوسف؟

لنجاوبها والدتها مُتنهده : إن يوسف حليف الشركة بعد والدك . لهذا والدك وضع لهُ حارس شخصيّ رغم أنهٌ تبقى الكثير على ولايته الى الشركة.

جودي : حارس شخصي و مستند؟

الوالدة : ان معلومات الحارس جميعها في ذلك المستند . لهذا سأتواصل معه شخصيَا وساحاول جاهدة أن يتقبل مساعدتي.

جودي :امي. لا استطيع.

صمتت الوالدة عن قولها لتغلق الهاتف فور سماعها لرفض جودي . تنهدت جودي بخيبتها و هي تنظر لتلك الحقيبة التي تحمل ما امرها عماد لأخذه.

دخل عماد ينظر اليها مستغربَا ليتمتم وهو يغلق الحقيبه : مابك؟

لتجيب جودي في خيبتها : لا اعلم . أبدو مضطربة . 

ليُجيب عماد ضاحكَا : ابتسمي! سنذهب ليوسف اليوم! 

فمدد يداهٌ بانتعاش ليكمل : اه انها محاولة جاهدة منذ اسبوع! والان استحسن الامر بالفعل! الا يجب ان تكوني سعيدة؟

جودي بنصف ابتسامة : بلى . لكنني مازلت اخاف من والدي. وقد أخبرتك بالفعل سابقَا .

ليُعيد عماد بحديث جودي قبل مُده ليست بالكثيرة : كوْنه يفضل يوسف ليس شيء إيجابي لنا . سيُعكس علينا لانه سيغضب وقتما يبحث عننا بكل فزع ولا يعلم بأننا ذهبنا الى يوسف! 

فتنهد ب بطئ : ومن هو ليأمرنا لهذا الحد؟ 

جودي : لو حاولنا مُلاطفته في هذا . سنذهب ليوسف بإجابة موافقة منهٌ! 

فعاود عماد تنهدهُ بملل : تظنين أنني لم أسأله ولو لمرة؟ 

فذهب بذاكرتهُ قبل خمسة أيام : . .

“عماد : ابي.

الوالد وهو يلقي بنظراته الى الملف : ماذا؟ 

عماد : سنترك يوسف وحيدَا فحسب؟ 

الوالد : لن يذهب احدُ ما اليه للبته . اعلم بأنه مضطربَا لهذا . 

عماد : الستُ تحب يوسف وتفضله للحد ذلك؟ 

الوالد : تغير الامر الان . رغم حُبي اليه لكنني لن اسمح لاحدٍ ما بالذهاب !

فتحدث ب نبرة مُنخفضه : أغلق ذلك الحديث الان! 

ليعاود عماد في خيبته : أردت سؤالك فحسب. 

نظر الوالد لخطوات عماد وهو يوقن ب فزعه من ذلك. بحجة ذهابة وسؤال يوسف إليه من أين اتى به. 

هرب الوالد من تساؤلات يوسف وأغلق على ابنائه ذلك القصر دون السماح لرحيلهم . ولم يعلم بتخطيط عماد و جودي على إنفراد”

تنهد عماد بتململ : وهذا ماحصل . والان ستأخذين موافقته؟

جودي بخيبة : إنني افهم ابي الان  . لا يريد ان يذهب ليوسف لأن يوسف سيحقق لأمره.

عماد : اجل . سأذهب الان . 

ذهب عماد لحيث غرفته مُتمدد على ذلك السرير الذي يضمّه بتململ. 

لتذهب تلك الاحداث لحيثُ مدرسة اليس التي عادت بنظراتها الى سما بإبتسامة تسرّها . 

دخل الاستاذ وائل لحيثُ ذلك الصف وألقى بتحيته على الطلبه. 

ليُجيب الطلبه بإبتسامةٍ تعلوا ثغورهم.

بينما كان هُناك حديثُ اخر بين الطالبات على حِده . 

: انظري الى مظهره:(

: اهه انهُ جميل! 

:اشتقت اليه بالامس لانهُ تغيب! 

:في كل اسبوع يُبدل إيطار النظارة الخاصه به . الا يبدو وسيما ؟ 

: اتمنى ولو يواعدني ولو لمرة . 

تلك كانت تمتمات الطالبات بنبرة منخضة لا تشئ الظهور . 

ليُصمت الاستاذ وائل حديث الطلبه بتململ : التزموا الصمت . 

لتنظر اليه اليس بتململ وتُنزل رأسها ناظرة لحيثُ كتابها

فينظر اليها الاستاذ وائل بنظرة لا تعكس مابداخله ويعاود نظرهُ لحيث الكتاب. 

الاستاذ وائل : هُنا من يجب؟ 

ليرفعوا القليل من الطلبه اياديهم . ويُشير الاستاذ وائل لحيثُ اليس.

الاستاذ وائل : اليس! 

نظرت اليس اليه بنظرة حادة ليكتم ابتسامته التي تخرج عن صدق فتنهض ب بطئ.

الاستاذ وائل : لاتعلمي؟ 

اليس : بلى! لكن . . كم رقم الصفحة؟ 

الاستاذ وائل ضاحكَا : كم رقم الصفحة وتعلمي؟

اليس بتململ وهي تنظر يمينَا : اهه خمسة واربعون . 

ففتحتها ب بطئ لتُكمل متسائله : أيُ سؤال؟ 

فيعاود الاستاذ اجابته بتململ : لاتعلمي ايضا؟  الاختيار على يمين الصفحة. 

فنظرت اليس الى الصفحة لتعاود تساؤلاتها : أيُ فقرة؟ 

فيتنهد الاستاذ وائل بملل : اهه! اجلسي! انتهت الحصة الى هنا! 

خرج الاستاذ وائل . لتطلق اليس بضحكتها التي كُتمت منها . فيعاودا الطلبه النظر اليها بتململ وبصوت جماعي. 

: اهه اليس! كيف لكِ أن تُغضبي استاذنا الوسيم؟ 

اليس بملل: لم أغضبه .كنت أسأل فحسب! 

فنظر الجميع لحيثُ الباب الذي فُتح و كان خلف شُرفاتهُ الاستاذ وائل . 

لينظر اليه الجميع بإبتسامة فيقطع الاستاذ ابتسامتهُ قائلا : اليس! 

فأومئ برأسه لتنظر اليه اليس مُتعجبه وتنهض من مقعدها.

لتخرج الى خارج الصف فيغلق الاستاذ الباب من خلفها. 

فتتمتم ريم بسخرية لماريا : اخبرتك بأن هناك شيء بينهما ! لا اطيق الاحتمال! 

فتنظر سما لحديثها بملل وهي ذهنها حديثٌ اخر :”تبدو اليس جيدة اليوم . آمل ان تكون هكذا دائمَا”. 

الاستاذ وائل بملل : لا تكوني هكذا مرة اخرى. 

اليس : ماذا؟ لقد كنت اتسائل فحسب.

الاستاذ وائل : أعيريني رقم هاتفك! 

اليس : لماذا؟ 

الاستاذ وائل : لاتريدي ذلك؟ إنهٌ للضرورة فحسب وأمور الدراسة.

اليس ممسكة برقبتها : لا . اقصد. .

الاستاذ وائل : حسنا إذَا إدخلي الى الصف.

اليس : لا. تفضل ذلك.

 فأمسكت بهاتفها لتُعيره الرقم رقمَا يتلوه الاخر. 

فنظر الاستاذ مُبتسما : حسنا ادخلي الان. 

ليٌدير من نفسه الى الوراء  قاصدَا الاتجاه نحو غرفة المعلمين. 

فتتمتم اليس ب عجلة : استاذ! 

الاستاذ وائل مُلتفتَا : ماذا؟

اليس : هل لك ان تقوم بمناداة سما لدقيقة؟ اريد أن اراها بالحديقة لدقائق فحسب.

الاستاذ وائل بملل : ولِما لا تقومين بمناداتها أنتِ؟

اليس : استاذ . اعتبرهٌ معروفَا ! 

ذهبت اليس لحيثُ الحديقة بابتسامتها ليذهب الاستاذ وائل مٌبتسمَا نحو غرفة المعلمين . ويراقب خطواتها ويعود حائرَا نحو الصف.

خرجت سما مٌتعجبه حول الأمر فيتمتم لها الاستاذ وائل : أخرجي الى الحديقة لدقائق ومن ثمّ عودي. 

سما : ها؟ 

الاستاذ وائل -في باطنه- “لما أبدو غبي لذلك الحد؟” 

فأسعتاد انفاسه قائلا : اخرجي للحديقة الان بالحال . سأذهب انا. 

وقفت سما تتبع خطوات الاستاذ وائل في عجبٍ من أمرها . بعدما عرجت نحو الحديقة في كامل حيرتها .

لترى اليس تمكث بالحديقة على حِده من أمرها وتنظر يمينَا ويسارَا قاصدة البحث عن سما.

أتت سما بخطواتها لتلتفت اليس نحوها وتٌشير بيداها إليها .

تقدمت سما على خجلٍ من أمرها لتتمتم في حيرتها : ما..مالامر؟ 

اليس بابتسامتها : سما! 

عاودت سما النظر للأرض بكل أسفٍ بعدما عادت الى الوراء لخطوة .

لتقترب اليس تٌكمل حديثها : لِما فعلتي ذلك؟

هطلت دموع اليس الى أن اجتمعت الدموع حول عينَاها لتهتز يداها وتضرب اليس . سما على كتفها بخفة : لِما لم تخبريني؟ لِما لم تبرري ؟ لِما فعلتي ذلك بي؟

عادت سما الى الوراء تهطل دموعها شيء ف شيء لتعاود اليس حديثها .

اليس  بخيبة : ظننتك شخص سيء لكنكِ لستِ كذلك لمِا تفعلين ذلك غبية! -فتمسح دموعها ب بطئ- غبية بالفعل! 

عانقت اليس سما بقوة لتمدّ يداها سما بخفة وتُبادل ذلك اليس.

لتتمتم سما في بكائها : هل عُدنا صديقتان جيدتان؟ 

أغمضت اليس عيناها التي لا تزال تهطل بالدموع لتتمتم بإماءه من رأسها : وأكثر من ذلك. أكثر بالفعل. 

ليعاود الاستاذ وائل بنظرته من البوابة ب شيءٍ من التنصت ويتتمتم داخلة :” لو أنني في مكانٌ سما الان . لمَا عاد قلبي أن ينجرح في كل مره”. 

لتفتح اليس يداها ب بطئ وتبتسم رغم دموعها : لا تبكي. أخبرتك بأنه لا شيء الان بالفعل. 

لتتمتم سما معاودة مٌعانقة اليس : انها دموع فرح . دموع فرح بالتأكيد. 

إنتهى ذلك الصباح الطويل . فكانت اليس ممسكة في معصم سما بإبتسامتها ومع تعجبات الصف حول الامر. 

ليذهب كُلا منهما نحو الحافلة وتسدّ سما ذلك المقعد الفارغ بجنبها تمامَا . 

لتعود اليس بادراجها نحو المنزل بإبتسامة تعكس قلبها المليء بالسعادة لمعانقتها لصداقة سما مُجددا. 

وتعانق تلك اللحظات غرفة الاساتذة . ويكون هناك حديثَا اخرَا في جامعة القانون.

الاستاذة كاميليا : استاذ براء . هل أطرقت بنظرة على ملفات الجامعيون؟ 

لينظر الاستاذ براء مستغربا : لم افعل ذلك. 

الاستاذة كاميليا : عليك فعل ذلك بالفور . لا تستطيع أن تبدئ بسرد المحاضارت مالم يكُن لديك خلفية حول أمور الطلبه. 

ليلتقط الاستاذ براء انفاسه : اوه حسنا . سأطلبها الان. 

أجرى الاستاذ براء بمكالمة هاتفية . ليأتِ مُساعد يحمل الكثير من الملفات التي تصطف فوق بعضها. 

ليُومئ الاستاذ بابتسامته : شكرا لك ضعها فحسب. 

بدئ الاستاذ براء في فتح أول ملف يحمل في طياته الطالب مُراد فيطلق زفيرَا لعملاَ لن ينتهي الان. 

الاستاذة كاميليا ناظره لساعة يديها : اوه انها الواحدة والنصف. لدي محاضرة للمستوى الثالث سأذهب. 

فرغت الغرفة من الجميع ليحين الاستاذ براء بدوره ويبدئ عمله.

إنتهى ذلك الملف وانتهت تدوينات التعليقات التي بدوْت اساسية في مرور الطالب بشكل جيد. 

لبيدئ الملف الاخر . والملف الذي يحينُ خلفه . والملف الذي يحين خلفهما جميعَا . 

مدد يداه بتعبٍ وجهد  بعدما مرت نصف ساعة من انتهاء خمسة ملفات . 

بسط  بيدهِ يمينَا قاصدَا الامساك ب كوب القهوة الى ما أن سقطت تلك الملفات الاخرى ارضَا .

تبعثرت تلك الملفات وخرجت الصورة الشخصية لميلاد العائلة. 

لينظر الاستاذ براء في حيرته نازلاَ بجسمة ارضَا يرفع تلك الورقة التي خرجت على محض الخطأ . 

فيمسك بالصورة الشخصية بنظرة حادة وتتسع عيناهٌ ب بطئ مُتمتمَا بصوت منخفض :”إنها الصورة الشخصية لعائلة عادل! “.

سقط الاستاذ براء ارضَا ومكث جالسا على ركبته ممسكَا بحد الكٌرسيّ في حيرته بعدما فتح ربطة العنق بشدة.

ليدخل الاستاذ علاء مُنهي لمحاضرته ويتمتم مستغربَا : مابك! هل سقطت؟ هل تشعر بسوء 

نهض الاستاذ براء ليبتسم ويلتقط انفاسه : لا . الملفات سقطت فحسب.

الاستاذ علاء مُقتربَا : هل تبعثرت! 

الاستاذ براء بارتباك : لا. لا لم يحصل لها شيء . حسنا أسترح في مكتبك ساتولى ذلك الامر. 

انتهى ذلك النهار . وحان ذلك الليل الذي انتظرهٌ عماد نازلا من السلم ويرى ياسمين و زوجها و والدهُ يمكثان بالصالة.

ليعاود نزوله ممسكَا في حقيبة كرة السلة ويتتمتم في بطئ : سأخرج . لدي مباراة الان. 

الوالد بنبرة حادة : لقد خرجت ايضا جودي لتوها قبل نصف ساعه . حينما تنتهي من المباراة إذهب وأجلبها الى المنزل. الحُراس الشخصيون لا يجب أن يذهبوا لهناك. 

أومئ عماد في رأسه ليخرج خارجَا تتبعه ياسمين في نظرتها . 

ليعاود فؤاد -زوجها- بنظرته : مابك؟ 

ياسمين : لاشيء . 

ليكون هُناك حديثً اخر في ذهنها : “هناك أمر بالتأكيد”. 

لتنصت اليس نحو هاتفها وتنظر للرسائل الشخصية فتجد رسالة من الاستاذ وائل.

الاستاذ وائل : اليس . هل لي أن اقابلك للحظة؟ 

اليس : اين يجب ان يكون؟

الاستاذ وائل : في الحديقة التي بالحيّ الذي تسكنين به. هل تستطيعين ذلك؟ 

اليس : حسنا . سأنزل الان. 

نزلت اليس باستغرابٍ من أمرها بعدما استغرقت عشرُ دقائق في حين مجيئها . لتأتِ لنحو الحديقة وتجد الاستاذ وائل يمكث منتظرَا. 

الاستاذ وائل بابتسامة : اجلسي. 

اليس بابتسامتها : مالامر؟ 

____________________________________________

انتهى البارت. 

الفترة الجايه بكون مشغولة بأشياء كثير عشان كذا ماتوقع إني بنزل البارت كعادتي وآسفة لاني ما أخرج بشكل جيد “(.

البارت اللي فات كتبت توقعات للبارت المٌقبل -هذا- .

لكني لقيت ضيق في الاحداث وبديت أتوسع اكثر عشان تكون الفكرة مفهومة زي ما ابغى .

تعليقات تسعد؟ مافي تعليقات ماتوقع في بارت. 

+مقاطع من البارت المُقبل : 

-حدَقت اليس بنظرتها بصدمةٍ من أمرها بعدما اتسعت عيناها لذلك . ليتفوّه الاستاذ وائل بذلك الحديث مُكملا فوق حديثه.

لتنهض اليس منفعله : مالذي تقوله؟ 

-الاستاذ وائل بصرخة : أذهبي الان! -فأمسك بهاتفة يُلقيه ارضَا بقوة-  ليُكمل في دموعه : أنتِ بالفعل كسرتي قلبي. 

-حسام : لكنك مخطئ بالفعل ! من تكون؟ 

-الاستاذ براء : عادل . انا لستً ماتظنه أنتَ. 

راما -ممسكة في كتف الاستاذ وائل بصرختها : كُف عن ذلك! لا تقتل نفسك أكثر! .

بواسطة غيداء محمد.

3 تعليقات على “حقيقة صماء | البارت السابع عشر.

  1. البارت فيه كمييية سعاادة مضاعفه اليوم مرررا
    الاحداث الأسلوب كلشي جمييل جميييل جمييل 😭 .
    لا تطولين عليناا وموفققققه ):

  2. الله 😭😭😭😭💗💗💗.
    من وين أبدأ ومن وين انتهي 😭😭😭💗💗💗.
    إبببدددااععع ممرههه . أبدعتي أبدعتي فوق الخيال 😭😭😭💗.
    كل كلمة أقراها احس بروح الابداع فيها. وصلتي المشاعر بطريقة جميلة 😭😭😭💗.
    اسلوبك اعطا الرواية طعم 😭😭😭💗.
    أبغى اتكلم كثير بس منهده من النوم 😭💔.
    الحين كل ما شفت وائل وأليس تنفتح عيني بقوة 😭😭💗.
    آخخخ يحبها وائل طيب روح اعترف لها 😭💗!!!!
    يالله الحين هو آخذ رقمها وناداها ؟ يارب يعترف ويتواعدون 😭😭😭😭💗.
    عادل بس يحب يقهر ورد 🌚💔. أهنيه على حبه الرايع 🌚💔.
    صراحه ورد بموقف لا تحسد عليه فشلة 😂😂😂😂💔.
    ولا ويوسف سمعها 😂💔؟ كان صفقت عادل بالمره 😂💔.
    أهم شيء رجع كوبلهم الرايع 😭😭😭💗.
    وبراء و بنته حسيتهم اكوت شيء بالحياة ومخلوقات صغيرة و تحب الكويكز- باي 🚶-.
    لا بس جد كيف كذا مي شيء لطيف 😭💗. حتى لما تقول ابغى عادل 😭😭😭💗.
    وقصي ما نسى سما و راح يدور سعادتها 😭😭😭💗.
    يا ربي انا وقعت بحبهم كلهم 😭💗. وورد ساعدته و عادل وصل ه المساعده ورجعوا سما وأليس لبعض 😭😭😭💗.
    -قاعده اعيد البارت 😐💔-
    الزبده ذا جدياً أجمل شيء بالبارت 😭😭😭😭😭💗.
    آخخ ججمممييلل مممررههه 😭😭😭💗.
    أحس أليس من كثر ما تأزمت من حبسة المدرسة وهي ناشبه لأمها 🌚💔.
    تذكرني فيني 🌚💔.
    جودي وعماد 😢💗. يارب يوصلوا ليوسف و يرجعوا له ابتسامته 😢😭😭😭💗.
    أفضل أخوة ذولا 😭😭💗.
    انا مقهورة من أمهم يجي أبوهم ينكد ثاني؟
    آععع يوسف ولدكم كلوا زق ☺!!!.
    يوسف ووائل يتنافسون مين يخليني ابكي عليه اكثر من الثاني 😭😭😭💔.
    ليه قصصهم حزينة بذا العمق 😭💔.
    راما لما تحاول تخلي وائل منبسط وما يتألم ثاني حسيت بجمال اخوتهم بس وائل مو مقتنع ليه 😭😭😭💔.
    اهم شيء يروح لأليس ويواعدها 😭😭😭💗.
    بأجلس أدعي ورد و عادل يتزوجون و أليس ووائل يتواعدون ونفس الشيء سما وقصي و تموت إيميليا وتريحنا و يوسف يلقى أهله 😭😭😭💔.
    وش جالسه اكتب 😐💔.
    الزبده ارجع واقول ما في زي ابداعك
    كلامي ما يوفي واتوقع قليل و كله كلمات مو مفهومه بس النوم غالبني 💔🌚.
    استمري احنا معاك ♡.
    نحب روايتك 💗. بالتوفيق 🙊💗.

  3. ججججججججممميللهه ججمممممييللههه 😩💜💜!!!!.
    ككمية الجمال اللي بالبارت ما تنوصف .
    قسم حتى الاحداث مرتبه وكل شي !!.
    والاخراججج يييييجججججننننن!!!!.
    ﻻ تتأسفي مفروض احنا نتاسف عن التعليقات القليله 😢.
    بسس قققسسسم الاخراج والاحداث وكل ششيي صصارر بذا البارت يييييجججججننننن يييييجججججننننن ببششششكلل 😢😭😭💜💜💜.
    نزلي كل بارت بوقت فراغك عشان يكون لك القدره تعدلي بوقتك 😢.
    مبدعه كعادتك يا جميله :( .
    موفقه حبيبتي

تعليقك دعم لي ♡.