حقيقة صماء | البارت الثالث عشر.

الوالدة مروى : ما إسم والدك و والدتك؟

يوسف : ماهذا السؤال الغريب أمي؟

الوالدة مروى : هل ستحصل على الصفر إذَا؟ أجبني.

يوسف : مروى وقاسم . أمي مابك؟

الوالدة مروى : ليست إجابة صحيحة . لم تُصب في الاختبار هذا .

يوسف : امي؟ لِما أنتِ غريبة فجأة؟

الوالدة مروى : قاسم و مروى ليست الاجابة الصحيحة!

عادت الاحداث تتقلب في محور فِكر يوسف . لتُلاقي البسمة على ثغره .

ليبتسم. بعدما يتراجع عن قول الكثير.

يوسف : امي؟ أشعُر بالغرابة نحو ذلك…هل يٌعقل؟

قاطعت حديثة الوالدة . وهي تمسك الهاتف بيداها وتٌديره الى الاذن الاخرى.

الوالدة : مالذي لا يٌعقل؟ أهناك علة تجعلني أتفوه بذلك؟

يوسف: أمي..كفى.

الوالدة : كيف لك أن تكون غبي فجأة؟ لا تتغابى أرجوك. كُن صادقَا..

يوسف : تسمين هذا غباء؟ ياللعجب .. امي مابك؟

الوالدة : أنت تعلم بالحقيقة. إلا أنك تجعلها على مطبّات أذنيك حقيقة صماء لا تتحدث..

وتابعت : كم من مره وددت أخبارك. لكن هناك من يمنعني. والان؟

فصمتت لوهلة, : والان لا أرتجي من حروفي الّا أن تكون جيدة. على الاقل حتى لا تُصدم.

نظر يوسف الى الارض. ليرى دموعه تسقط فارّة من عيناه. لينظر يمينَا تماماَ كما يجد هاتفة الشخصيّ يرنّ. 

الوالدة : دعه! لا تُجب! 

القى نظرته يوسف الى الارض ليصمتُ وينظر الى النافذة التي تعلوها رذاذات المطر الخفيفة. 

الوالدة : لماذا انت هادئ؟ يوسف! أجبني! 

نظر يوسف الى النافذة. ليجد ضوءُ القمر يوازي فتحة النافذة. لينظر يمينَا لهاتفة الذي مازال يرنّ وينظر الى الارض التي إكتست بالدموع.

تحركت حروف يوسف. بعدما نفى مايدور بعقله. “هل هي تحاول إخباري بأني لست إبنها؟” قال يوسف ذلك في باطنه. ليُصمت أسئلته ويتفوّه بجملة لوالدته.

يوسف : لا تكوني غامضة. على الاقل أخبريني ماتودي إخباري به. 

الوالدة : هل تتذكر صورة لكِ دون سن الرابعه؟ أقصد.. هل لك أن رأيتك صورة لك وأنت رضيع؟ أو ماشابه ذلك؟ 

يوسف : لا أرى بأنهُ من المهم ان أرى ذلك. أنا اقصد بأنه..

الوالدة: إذَا؟ مجددا تجعل من الحقيقة صماء؟ الا تراني احاول اخبرك بالحقيقة؟

يوسف : تحاولي؟ لِما المحاولة؟ -فصمت يوسف لوهلة, ليُكمل بصوت بَاكي ونبرة مهزوزة- . .

يوسف : انا شخص سيءّ للحد ذلك؟ أجعلك تحاولين؟ قوليها . . -ف قبض على يداه بقوة- . قوليها فحسب!

الوالدة : أجبني اولا هل تتذكر! 

أصرّت الوالدة على يوسف بأن يتذكر ما إن رأى صورة لهُ وهو رضيع. او ما دُون سن الرابعه. 

لتأخذه ذاكرته الى البعيد.. تمامَا عند العطلة الصيفية للسنه الفائته. 

عماد : الجو جميل هُنا. 

جودي : أجل أمطار خفيفة و عصير منعش. وامام مسبح خاص؟ ياللهول.. -فنظرت الى والدها بنظرة ترّجي- . أبي دعنا نتسكع هُنا في كل صيفية؟ أرجوك..

عماد : مغفلة! ألا يمكننا البحث عن مكان اخر افضل؟ لا يمكنني الاحتمال. بحر وغيوم وانواع مختلفة من العصائر وماذا بعد؟

احمد : هل لكم أن تتوقفا الان؟ 

يوسف : أوافق جودي. إنه مكان جيَد.

احمد : ومن دعاك للتحدث الان؟ 

يوسف: كأنني سأطلب منك الموافقة؟

عماد : أحمد! مابك؟ هو لم يقول شيء.

يوسف: كٌف عن ذلك ايضا. لا احتاج منه تبريرَا إنه دائمَا يبغض وجودي على كٌلِ..

الوالد : كفى كفى. دعوني أٌريكم الصور الخاصة بكم بالطفولة.

جودي : حقا؟ 

فأشار الوالد الى العاملة. لتجلب الحقيبة. 

الوالد : هذه جودي . بعد ولادتها بشهر.

جودي : وآآآه إنني جميلة.. 

عماد : لستِ كذلك. 

جودي -بنظرة ملل-: ألن تتوقف عن مضايقتي؟

يوسف : إنكِ جميلة! 

جودية-وهي تحتضن يد يوسف- : أنت أخي المفضل. 

الوالد : وهذا عماد. أوه تبقى أحمد وياسمين.. إنهما هنا. 

فأبتسم أحمد. 

ليُكمل الوالد : هُنا جميعكم كنتوا بعمر الشهر أو الشهران..

يوسف: وانا؟ ليس لدي صورة؟

الوالد : بالحقيقة لا. لقد فقدت بعض الصور فيما بينها صورك. كما أنني فقدت صورة لجودي وهي ترتدي الزيّ الصيني في عُمر الشهر.

جودي : لكنها بيداي الان!:-:

الوالد : حقا؟ يبدو انها التقاطة مختلفة.

لينظر الوالد بإرتباك. كما أن يوسف بنظر بأستغراب وهو يحمل في يداه صورته عند عُمر الرابعه.

ليعود بذاكرته. الى والدته التي أنتظرت إجابته بعد صمت طال الى خمسُ دقائق.

يوسف : انا…

الوالدة : لا تتذكر ؟ صحيح؟ يوسف لقد حسُم الامر. أنت لست إبنَا لنا. ولستٌ إبنَا قانونيَا لنا ايضا. إنك..

فصمتت الوالدة لوهلة .. لتكمل بعدما عاد يوسف الى الوراء ليلتصق بالحائط. وعيناه تذرف بالدموع.

لتكمل الوالدة ايضا : إنك.. انك مجرد لقيط! 

ومن ناحية اخرى الى ما فوق السٌلم. تمامَا الوالد قاسم الذي ينظر الى الملفات التي بيداه.

الوالد قاسم: هل لي أن احضى ببعض الراحة؟ لقد سئمت بالفعل…

فأمسك الملف الاخر. ليجد ماكتٌب عليه من ملاحضة . . “مكتب الموارد البشرية. بانتظار الموعد” 

الوالد قاسم : اوه! لقد نسيت امرهم بالفعل! . .ونظر يمينَا يبحث عن هاتفة. 

الوالد  قاسم: اين الهاتف؟ يبدو أنني نسيته بالاسفل.

ترك السرير الوالد ليهمّ بالنزول الى الاسفل . قاصدَا هاتفه.

نظرت الوالدة الى الطاولة التي تٌوضع امامها بخطوات. لتنظر الى الهاتف الخاص بالوالد قاسم. بالاضافة الى مفاتيح المكتب الخاصة.

عاد يوسف سؤالها مره اخرى . لتٌجيب. 

يوسف : عيدي ماقلتيه الان؟ ايمكنك؟ أيمكنك ذلك؟ يبدو ان الامر خاطئ لايمكن لذل…

الوالدة : إنك مجرد لقيط. أهذا ما أردتني ان اقوله؟ 

نزلت الصاعقة على يوسف تارة اخرى. لتنزل الصاعقة على الوالد قاسم الذي يعلوا في منتصف السلم سامعَا ماتقوله الوالدة  الى يوسف. 

نظرت الوالدة الى الطاولة مُتيقنه نزول الوالد مرة أخرى وهي تتذكر

” الوالد قاسم : لايمكن ليوسف أن يعلم عن هذا . وإن علِم بذلك! أنتي.. انتي ستُلقين خارجَا كاللقيط بالفعل..”

. لتنظر نظرة خوف. الا أنها انتهت وقتما جرى الوالد نحوها. 

صفع الوالد قاسم الوالدة مروى بكل قوة ليسقط ولم تسقط أّذنا يوسف عن سماع صراخ الوالدة من الهاتف.

أنهض الوالد قاسم الوالدة مروى من الارض وهي يعاود ضربها ولكمها. لتصرخ الوالدة باكية كما أنها تبحث عن الرحمة. 

لم يكتفي الوالد قاسم بذلك. ليُسقط الوالدة ارضَا. ويعاود لكمها ب قدمه. لتصرخ الوالدة وهي تنظر الى الارض التي تحتضنها كٌليَا.

ليصرخ الوالد ويعاود صرخته. تمامَا كما انصتت جودي اسماعها وهي تحاول النوم.

الوالد قاسم : لقد جنيتي على نفسك بهذا ! لماذا تخبريه ياسافلة لماذا؟ ويعاود لكمها  بكل قوة ونفور بقدمه.

لتنزل جودي ب بطئ وتستوطن قدماها بداية السُلم. وهي تضع كلتا كفيّها على يداها بذعر وخوف. 

تمامَا كما عاود عماد النزول بكل ذعر. 

عماد: مالذي يجري؟ قال كلماتة هذه عِماد وهو يفتح باب غرفته ليظهر الصوت الحقيقي الذي كان الباب يُخفي عظمته. 

نزل بذعر ليتخطى جودي الواقفة على السُلم وعيناها تتلوها الدموع. 

عماد : أبي!! توقف

وأمسك ب معصم الوالد بكل قوة .

عماد -بصرخة- : توقف عن ذلك توقف!

صرخ عماد بذلك وهو ممسكَا ب يد الوالد التي تحاول لَكم الوالدة. ليحاول الوالد أخفاء ذلك الذعر عنهُ. 

الوالد : هي من فعلت ذلك. هي دون غيرها . أخرجي… -وصرخ-أخرجي الان!!!

نهضت الوالدة بكل بطئ.لترى الدموع ترتجي عيناها. وهي ممسكة ب سلم الدرج. وتصعد. لتتخطى جودي التي لحقت بها.

هكذا إنتهى ذلك اليوم. بعدما خرجت الوالدة متممه لعُدتها وتحمل حقيبتها والحارس الشخصيَ الذي سيوصلها.

تاركه خلفها دموع جودي التي تريد الامساك بها دُون جدوى. 

جودي : لايمكنك الرحيل! أنتِ امي! .. -فصرخت و والدتها تفتح الباب- . امي ! لا يمكنك فعل ذلك توقفي.

فمكثت جودي على ركبتيها بعدما أٌغلق الباب تمامَا. وهي تهمّ بالدموع. ليأتي عماد ويوقفها ببطئ.

لينتهي ذلك الليل الذي قد طال. لينتهى ذلك الليل الذي سمع بِه يوسف شجار الوالد والوالدة بأدنى حرف. 

أسقط يوسف الهاتف من يداه. ليسقط جسده مهلكَا على الارض. وهو يعاود النظر الى مافي عقله.

“الوالدة : إنك مجرد لقيط. أهذا ما أردتني ان اقوله؟”

ليتمتم وهو يلكم الحائط الذي أمامه. 

يوسف : هل انا لقيط؟ هل أنا إبن رصيف؟ هل انا؟ من انا؟ 

فأكمل بصرخة مع البكاء : من! 

لينظر الى الاسفل بكل أسف ويبكي بكاءَ لم ينهيه سوى إطلالة الفجر.

عادل : هل انا مستيقظ؟ ها؟ الساعه السادسة وانا متسيقظ؟ كيف لذلك…

الوالدة -من الاسفل بصراخ-: عادل! انها الثامنة! ألن تستيقظ؟

عادل : هه الساعه معطله؟ لم استيقظ مبكراَ على كٌلٍ.

فنهضت نحو الخزانة . 

عادل : عادل الكسول! 

فأمسكت بهاتفي الذي يستوطن جيب المعطف. لأجد يوسف يتحدث بالرسالة النصية. 

يوسف : عادل متى محاضراتك لليوم؟ 

يوسف : أسرع بالرد. 

يوسف : ألن تجيب؟ إذَا سأغلق هاتفي الان. 

فأجبتُ مستغربَا. 

عادل : لدي محاضرة عند العاشرة. لذا لن اعود للمنزل اليوم. لكن مابك؟

فأشارت الرسالة بأنها لم تصل. 

لأنزل الى الاسفل وأجد اليس تجلس على الاريكة ممسكه بهاتفها وتُحادث زميلاتها.

مي : واااه انه يوم فراغ. 

ريم : أجل.. لكن اليوم المفتوح لا يأتي بالغياب. نحن نسير على مبدأ خاطئ. 

امنية : اصمتي اصمتي. المهم أننا لن نذهب للمدرسة.

ماريا : يا يا  . اين اليس؟ 

اليس : انا هنا. 

امنية : تتنصتين دون جواب؟ 

اليس : حديثكم كثير جدَا . إذَا سأٌجب بالدور. 

عادل : اليس! 

اليس -في المحادثة- : سأرى ماذا يريد عادل و آتي. 

ريم : انه جميل جميل جميل 

ماريا : جميل جميل 

امنية : أنتما.. لا تزال اليس موجودة! 

ريم : نعلم ذلك. بالمناسبة اليس أنتِ محظوظة بآخاك.

مي : ان لديه شعر بُنيّ فاتح. كما أن عيناه عسلية اللون بالاضافة الى جسمه الطويل والنحيل .. اه وشعره. من تٌكمل؟ 

ريم : شعره مموج بتسريحة جميله. وجسده جميل.

مايا : تحلّا بالادب قليلاَ 

امينة : كما أن ثيابه دائمَا رائعه. انه جميل بالفعل .

اليس : انا عدت. 

ريم : لا تٌجيبي لا تجيبي 

امينة : صحيح لا تجيبي. 

اليس : بلا سأُجيب. 

-اليس لقد خرج من المجموعة. 

امينة : واااوو لقد أخرجتها.

مي : مغفلة. أعيديها. 

ريم : حسنا لننهي حديثنا عن عادل الجميل أولاَ. بالمناسبة ألا تزال سما صامته ايضَا؟

مي : هي موجوده بالمجموعه بالاساس؟

امينة : سأرى. إنها ليست موجودة! لماذا اخرجت نفسها؟

ريم : كيف لها ان تكتب جملة. بمكان تتواجد به اليس؟لا زلت اتسائل مالذي حصل بينهما!

ماريا : بما أن اليس بالخارج ساخبركم ما سمعته بالامس.

ريم :ماذا؟

مي : ماذا؟

امينة : تحدثي..

ميادة : اتيت على حدث جيد؟ تحدثي ماريا.

ماريا : بالامس سمعت اليس تصرخ في وجه سما وهي تبكي. وتقول ابتعدي عني أنتِ قمتي بخيانتي.

امينة : ها؟ خيانه؟

ريم : مالخيانه التي تكون بين الصديقات؟

مي : الافشاء بسرٍ ما؟

ميادة : اخلاف الوعد؟

ريم : بربكما ! أهذا شيء يدع اليس وسما الى هذا؟

ماريا : كانت سما تريد الحديث. وتبرير فعلتها. لقد سمعتهما على محض الصدفة بدورة المياه.

الا أنني سرعان ما ابتعدت بعدما رأيت الاستاذ وائل قادم.

ريم : الا تشعرون ب شيء غريب حيال ذلك؟

ماريا  : ماذا؟

ريم : الاستاذ وائل صغير بالسن. كما أن جميعنا نشهد بجماله. واعجابنا ب شخصيته. لكن أظن انهُ يهتم لامر اليس.

مي : لأنه سألها وقت بكائها؟ انه شيء يفعله الجميع.

ريم : لا اعلم. 

هكذا انهت ريم حديثها. لتُنهي اليس الهدوء بغرفة المعيشه

متمتمه ب حيره.

اليس : امينة البلهاء لماذا تخرجني. مابها؟ 

قالت اليس كلماتها الاخيرة. لأنهي من ربط حذائي. واهم بالخروج.

لأذهب نحو الجامعة . وأٌقابل ورد التي تسبقني بالمجيء. 

ومن ناحية أخرى . تمامَا عند منزل وائل الذي لم يأخذ حيّز بالكثير..

راما : لن تذهب؟ اقصد الى المدرسة.

 وائل : لا . انه يوم مفتوح وتحوّل الى فراغ. 

الوالدة : هل تواجه في التدريس شيء ما؟

 وائل :الان تسألان؟ 

راما : مابك! بحكم أنني أختك الكُبرى.

وائل : إنني بالفعل بالثانيه والعشرون من عمري! وسرعان ما اتجهت نحو التدريس والعمل والانهماك بشيء اكبر مني بالكثير؟

الوالدة : أنت ذكي كفايه . لقد رٌشحت على الاختبار. وكان من نصيبك تخطي سنتان ونصف من الدراسة.

وائل : لكنني لا أريد ذلك! 

راما : مابك؟ ابي لقد قرر ذلك عني وعنك..

الوالدة : الامر ليس بأن والدك يملك مدرسة خصوصية له. او انه ثري. الامر بانك ذكي ولم نرُد التفريط بك . 

وائل : هه تبرري الان؟ ب عمري انا أرى مستقبلي الشخصي. عاطفيَا وفكريا.

الوالدة : إن أحببت فتاة ما. تستطيع الزواج بها. الامر لا يُعيق لكونك معلم!

وائل : وهل انا اجد وقت لألتفت لذلك؟ لقد سلبتما مني حريتي!

راما : وائل. كفى !

وائل : لقد تغاضيت عن الكثير! لكنكما الان تريدانني ان أقوم بتدريس طلاب أكبرهما ب أربع سنوات؟ إنهما بعمري! 

الوالدة : لقد حسمُ الامر. ولا شيء الان يفيد. واذا سمع والدك حديثك سيغضب. 

وائل : هه يغضب. كأن غضبه سيجعلني أستقيل الان.

الوالدة : لا تفكر بالاستقالة حتى! 

وائل : بلى سأفعل! ترقبّا ذلك وبشدة! 

نهض وائل تاركَا خلفة صراخ والدته . ليصعد الى السُلم بكل غضب.

تمامَا كما أن والدتي انهت امور المطبخ. وصعدت  الى النوم.

وأليس التي تبحث بالتلفاز. ولا تجد شيء يسدّ مللها. 

لتأتي الساعه العاشرة صباحا تمَاما كما رنّ جرس المنزل. 

اليس : من هناك؟ ف فتحت الباب لتجده يوسف. 

اليس : اوه يوسف. اهلاَ بك.

يوسف : عادل ليس هنا؟ 

اليس : اجل. لقد خرج منذ الثامنة.

يوسف : ظننته سيأتي عند العاشرة مثل كل مره. على كُل سأذهب الان. 

ادار ظهره يوسف لتنظر اليس اليه بكل حيرة. ناظرة الى عيناه الشاحبتان و وجهه الذي مٌنهمكَا من الحزن والبكاء. 

فأتبعته بابتسامة وهي تُمسك معمصمه 

اليس : يوسف . 

يوسف : ماذا؟

اليس : قم بالدخول. لقد بحثت بالانترنت عن فيلمِ للتو صُدر وقمت ب تحميله. بالاضافة الى …

يوسف : لا. لايمكنني ذلك.

اليس : يا . من أجلي؟ ):

يوسف : اليس.. 

اليس : حسنا حسنا -وأخذت تدفعه بيداها الى امام باب المنزل-.

اليس : من يفرّ مني؟ هيا. 

يوسف -بنصف ابتسامة-: حسنا. 

دخل يوسف الى الداخل ليجد المنزل في ظلام. ف تفتح اليس الاضواء ب بطئ وإبتسامة.

اليس : سأذهب الى المطبخ اولاَ ! 

ذهبت اليس الى المطبخ وهاهي تُخرج العصير والكعك المُحلى . وهي تتمتم في داخلها 

“مابال يوسف؟ هو ليس جيد.. عليّ ان يجعله يبتسم على الاقل”

عادت اليس تحمل بجُعبتها ماذهبت لأحضاره.

كما عادت ورد حامله بيداها القهوة. 

ورد : تفضل ياسيدي.

عادل : أجل عليكِ إحترامي.

ورد : انت مضحك. 

عادل : لماذا؟ ها؟ 

ورد : بالمناسبة. ساعتك عاطلة.. 

عادل : ها! ها من يقول ذلك؟ أنتِ؟

ورد : اجل لقد قمت بتعطيلها بالامس..

عادل : أنتِ!!

ورد : دائمَا ما تضع المُنبه للاشيء. أنت تستحق ذلك.شخص كسول!

عادل : بالمناسبة اليوم استيقظت عند الثامنة ورأيتها السادسة! كنت متفاجئ من نفسي. الا ما أن سمعت صراخ أمي من الاسفل تخبرني بأنها الثامنة بالفعل. 

-فضحكت ورد-. 

عادل : لاتضحكي. 

-فزادت من ضحكتها-.

عادل : أنتِ! لاتض..

ورد : آسفة.

عادل : قبلت إعتذارك.

-فزادت ورد من ضحكتها-.

ورد : آسفة آسفة إنها اخر مره.

فنظرت اليها بكل ملل.لأجدها تنظر الارض وتكتم ضحكتها.

ورد : مابك؟ حسنا صمتت بالفعل. 

عادل : لن ارضى.

ورد : قلت اسفة.

فنظرت ورد بابتسامة. لأنظر بابتسامة ايضَا بعدما نهض كِلانا. 

تماما كما نهضت أليس لتُمسك بالحاسوب. 

اليس : انها قصة جميلة. فتى تصدمه والدته بأنهُ ليس إبنها وانهُ لقيط. وبعدها يعيش قصة حب وتعلم حبيبته بذلك

فنظر يوسف الى الاسفل. 

اليس : مؤسف . لا أتخيل بأن أوضع في موقف كهذا.

فأكملت وهي تُمسك ب موصل الكهرباء الخاص بالحاسوب والتلفاز.

ليُنقل الفيلم الى التلفاز. ويهمّ كلاهما بالمشاهدة.

اليس : الان ستخبره والدته.

يوسف : أنني أرى. 

اليس : اوه حسنا. لكن الفلم حزين بالفعل.

ف سقطت دموع يوسف.

اليس : ها؟؟ مابك؟ مشاعرك تحركت بسرعه؟ هي لم تخبره بالحقيقة بعد.

يوسف : اليس. كفى.

فنظرت اليس بغرابة وخيبه وهي تتمتم

“مابه؟ هل تطفلت؟ اه احاول ان اجعله سعيدَا فقط”

أنهى يوسف كلماته هذه كما أنهت اليس تساؤلاتها . لينهي الوالد قاسم إجتماع عائلي بينه وبين ابناءه.

تمامَا عندما عاد الجميع من العمل والمدرسة. 

الوالد قاسم -على مائدة الطعام- : إستمعوا لي جيدَا. 

عماد : أبي . قبل ذلك. اود ان اعلم مالذي حصل لتقوم بضرب امي وطردها لهذه الدرجة؟ 

جودي -بخيبة- : أجل. ابي مالذي يحصل؟

ياسمين : أبي إختصر كل ذلك وتحدث. 

أحمد : لو صمتمّا سيتحدث أبي.

الوالد قاسم : والدتكم هي خرجت من تلقاء نفسها. لقد حذرتها بالفعل.. لكنها لم تنصت مسامعها. وعاكست اوامري. 

فصمت وهو ينظر لوعاء الحساء الذي امامه .

الوالد قاسم : لطالما ارتجيت منها معاملة لطيفة الى يوسف. لكنها دائمَا ما تنحيه نحو الصفر. 

فنظر الى احمد وياسمين اللذان يجلسان بقربا بعضيهما.

الوالد قاسم : وانتم. تتحيزون لصف والدتكما؟

ف غير نظرته الوالد الى نحو عماد وجودي الذان يجلسان بقرب بعضيهما ايضا. 

الوالد قاسم : وانا . وانتم. فقط.. من يحب يوسف بكل صدق.

ف عاود نظره الى الوعاء الذي أمامه.

الوالد قاسم: لقد تبين الامر. يوسف … يوسف ليس اخاكم إنما…

نزلت الصاعقة على كلاهم. ليقطعها عماد بنظرة سؤال واستغراب وصدمة.

عماد : هه ابي؟؟

جودي : أبي.. ماذا تقول الان؟

ياسمين : لهذا لم يحبه كلانا؟ اقصد انا واحمد؟ كيف لنا ان نحب شخص سُلب من رصيف بالشارع؟

فنظرت نحوها جودي. لتصرخ في وجهها

جودي : انتِ ايضا اصمتي! جشعه لحد لا يوصف!

فعاودت نظرتها بأسف نحو أبيها .

جودي : كيف يوسف؟ أبي لابد أنه حزين الان..

ياسمين : أنتِ ياصغيرة! راقبتي كلماتك التي تصدر منكِ! 

احمد : هه سأكمل اكلي. إنني جائع. لقد دار حديث لربع ساعه وهذا ما اردت قوله؟

الوالد : إن ظللتم هكذا. ستخرجان مثلما فعلت بوالدتكما! ف ضرب الطاولة بالملعقة التي امامه. وأكمل

الوالد قاسم-بصرخة- : يوسف إبني! سأجلعه يرضى ! سأجعله بالتأكيد.

ليظل عماد صامت. ينظر الى الارض ودموعه تهمَ بالهطول.

عماد : لقد عانا يوسف. لقد عانَا بالفعل.. 

فأزاح الكرسي بقوة بعدما نهض منهُ. ليصعد الى الاعلى وهو يجري.

فتنظر ياسمين الى خطواته بسخرية.

واحمد يُكمل احتساءه بضحكة سخرية.

لتنظر لهما جودي بنظرة تعجب وإستفزاز. وهي تلتف للوراء وتصرخ لعماد.

جودي : أخي!! 

ف نهضت وهي تلحق به وتصعد السلم بكل سُرعه.

جودي -وهي تقرع على الباب ببطئ- : عماد..

عماد : إذهبي.

جودي : لقد دخلت بالفعل.

فأغلقت الباب خلفها. لتجد عماد مسندَا رأسه على ركبتيه. وينظر الى النافذة.

عماد : مثلما دخلتي تستطيعين الخروج.

جودي : عماد . كفى.. انا اختك. سأسمعك.

عماد : ومن يسمع ل يوسف؟ انهُ وحيد هُناك. وحيد بالفعل في بلد غريب.. 

فنظرت جودي بنظرة أسف وخيبة ليُكمل عماد.

عماد : وحيد . بعد أن علِم بأنه لقيط. أليس يوسف أولى بالاستماع؟

جودي : عماد..

عماد : دموعي هذه. هي نفسها دموع يوسف الان. آمل أن اراه 

ل يصحّ قول عماد بالفعل. فكان يوسف تدمع عيناه وهو يُحادث عادل على الرسائل الشخصية.

يوسف : في الحديقة. أيمكنك ان تأتي؟

عادل : اجل. سآتي الان. وداعَا.

مسح يوسف دموعه . وهو يتمتم في باطنه. بعدما أمسك بكوب القهوة من النادل الخاص بالمقهى الذي أمام الحديقة.

“إنني وحيد.. وحيد بالفعل. حتى إخوتي لم يتطوقوا لأمري. إنني وحيد.. لدرجة أنني ابكي ك بكاء الاطفال”

ف مسح يوسف دموعه . كما مسحت جودي دموع عماد.

جودي : توقف عن البكاء.

عماد : أبدو طفلاَ..

جودي : ايضا انا. لقد بكيت بالفعل.

عماد : أنتِ طفلة بالاساس.

جودي – وهي تنظر ببرود- : لقد بلغت السابعة عشر.

عماد : طفلة. لا يهم عمرك.

جودي : إستمر في مضايقتي. أحب ذلك منكِ.

عماد : حقا؟ 

إبتسم عماد وعيناه تتلوها الدموع. بينما جودي تبتسم أيَضا وعيناها تتلوها الدموع.

جودي : أن تضايقني. افضل من أرى اخي يبكي. 

عماد : حسنا يا أختي اللطيفة. مالذي حصل في مادة الرياضيات؟ أنتِ دائما تواجهين المشاكل. صحيح؟ فاشلة..

فضحك عماد لتضحك جودي. بعدما تبددت ابتسامة عماد وكأن فكرةٍ مَا خطرت على ذهنه.

عماد : صحيح!!!!

جودي : ماذا؟ 

تسائلت جودي عن عماد . تمامَا كما تسائلت عن حال يوسف. 

عادل : ماذا؟ 

توقفت عن سؤال يوسف. لاراه يبكي بشدة. بعدما ذُهلت بالفعل ونهضت نحوه واحطته ب ذراعي.

عادل : يوسف الصغير لا تبكي. يا .. ألن تجيب؟ يامدلل 

حنيت رأسي بخيبة لتُلاقيني دموع يوسف ذاتها. وأبكي إثر بٌكاءه. 

عادل : أرأيت؟ اصبحت طفلاَ مثلك وبكيت. 

يوسف : سيءّ . لاتبكي معي.

عادل : انت سيءّ لا تُبكيني..

فمسحت دموعي وابتسمت. كما مسح يوسف دموعه . فجلست على مقعدي مُنصتَا أسماعي ل يوسف.

عادل : هيا. تحدث!

تماما كما عاودت السؤال جودي .

جودي : هيا تحدث!

عماد : إن كنتي خائفة أو من ذلك القبيل لاداعي لذلك؟

جودي : تحدث عماد!

عادل : تحدث يوسف!

يوسف : مارأيك…

عماد : مارأيك ب…

لأنصت اسماعي ليوسف. 

تمامَا كما أنصتت جودي أسماعها الى عماد. .

____________________________________________

انتهى البارت .

اتمنى القى منكم دعم ولو كلمة وحدة

الكلمة ذي بتحفزني وبتخليني أكتب أكثر وبحماسية أكثر.

المشاهدات كثير لكن التعليقات لا؟

التعليق بدون تسجيل ترا.

واذا صعب عليكم تكتبوا تعليق انا كمان صعب علي اكتب بارت.

والناس اللي دايم يعلقوا أحبكم!):

بواسطة غيداء محمد.

4 تعليقات على “حقيقة صماء | البارت الثالث عشر.

  1. جججممممممييييللههههه جججممممممييييللههههه ياخ 😢.
    اخحييييييررااا نزلتي الللبببببارتت .
    صصدقق وربي اجمل بارت قريييتهه .
    ماشاءالله :(.
    مبببببدعه انتتتيي لأبببببعععععدد حححدد 😢😭.
    جد فخر لأهلك ولنا وكل شي ماشاءالله .
    الله يحفظك 😢😭💘💘💘💘

  2. بارت اكثرررر من جمييييييل
    ومره جميله طريقة سردك وترتيب أفكارك !
    مدري وش اقول لك بس أنتي مبدعه
    وأسستتممررريي 😭❤ .

  3. بببباارتتت بببيييررفففكككتتت 😱😱😭😭😭😭😭✨.
    آخخخ استمتعت وانا اقراه 😭😭😭💘.
    بس ام يوسف ؟ قققهههرتتتننييي كككللبهه !!!😫😠😠😠😠💔.
    حتى لو مو ولدك مو لازم ذي المعامله 😠😠😠😠😠💔!!.
    تذكره بالماضي اللي عاناه كذا 😭😭😭😭😠💔. ما تستاهل يناديها امي او يبرها 🔥💣.
    جدياً انا بديت احزن وادمع وابكي مع يوسف 😭😭😭😭💔.
    ما يستاهل يتألم خلاص 😭😭😭😭💔.
    بس قصته محيرتني مره كذا 😫😭💔.
    بس كمان رحمت امه بعد الضرب هذا كله مدري ليه 😭💔.
    على اني شايفه انها تستاهل بس مو لذا الحد 😭💔.
    وصفك بالضرب والاحداث الاولى فانتاستك ✨✨✨.
    صح على ذا الطاري اخوان يوسف وابوهم لطيفين مره 😭😭😭💘.
    جودي وعماد ؟ آخخخ ذولا الاخوان صدق 😭😭😭💘
    لو يوسف درا عنهم ؟ مستحيل يفكر انه وحيد مره ثانية 😭😭😭💘.
    بس الموقف اللي يألم أكثر لما أليس شغلت الفلم وشافه يوسف 😭😭😭😭💔.
    هي كانت بتواسيه حرام وما تدري عن حزنه 😭😭😭😭💔.
    اخ جالسه اصيح على يوسف 😭😭😭💔.
    الا ع طاري اليس ما تصالحت هي وسما للحين 😳💔؟
    آخ صداقتهم كانت جميلة اجمل من قروبهم ذا 😳💔.
    بس صراحه ضحكت اول ما طردوها 😂😂😂😂💔.
    آسفه.
    المهم ان عادل رجع لورد والامن مستتب عليهم وزوجتهم بعقلي و خليتهم يجيبون بيبي كيوت 😢💘.
    -كتبت قصه جديده انا 🌚🚶-.
    ما عليه بس طول الوقت اعيد بجزئهم 😩💘💘.
    آخخ استمتعت بذا البارت على قد ما حزنت على يوسف اللي مالقى الا عادل يسمع له 😭😭😭💔.
    اخخ يارب يقوله ويرتاح و عادل يواسيه كويس عاد موقفه صعب مره 😩😭😭😭💔.
    بنفس الوقت ايش اللي بين جودي وعماد؟😕😶.
    لا تخليني استنى للبارت الجاي بسرعة نزلي 😭😭😭😭😭!!!.
    البارت جميليحمسلطيفبيرفكتيجننيموتيصرعيبكي 😭😱😫😩😢😔💙.
    ترا كاتبه كلام بس تعجزت اسوي مسافه.
    وذا الكومنت جزء من اللي بقلبي عن البارت.
    جدياً احس الكلام ما يكفي 😢.
    لو يخترعوا دفيدي يوريك كيف اصيح ورا الشاشه 😩💘.
    المهم روايتك بطله و بارت بطل وكل شيء بيرفكت بيرفكت 😩💘
    مدري ايش اقول بس تستاهلين دعم و كومنت اكثر 😩😢💘.
    موفقه حبيبتي 😢💘.
    لا تطولي علينا 😢💘.
    لوفيو 😢💘.

تعليقك دعم لي ♡.